الــدهــريـــز

ظواهر في الأسماء والألقاب والانتماء (3 - 3)

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد الانتماء وسيلةً لتصنيف الأفراد ضمن مجموعات بهدف تمييز المجموعة التي ينتمون إليها، ويتخذ الانتماء عدة صور أهمها ثلاث:

أولاً، الانتماء القبلي: تكاد تكون لكل أسرة نسبة قبلية تنتسب إليها، وبالذات في المجتمع القبلي بشبه الجزيرة العربية، نظراً لأهمية العصبية القبلية التي تعبر عن التضامن والتآزر بين أبناء القبيلة الواحدة في مواجهة القبائل الأخرى، ولاتزال الأسر العربية تعتز بانتمائها القبلي رغم دخول بعض البلدان طور الحداثة والتقدم السريع. وكان الانتماء القبلي آنذاك يقوم مقام الهوية الوطنية اليوم، وقد تنتسب الأسَر إلى القبيلة الأم ككل، أو إلى أحد بطونها بشكل خاص، أو إلى فخذ من أفخاذ ذلك البطن بشكل أخص.

ثانياً، الانتماء إلى البلد: تنتسب بعض الأسر إلى بلدة معينة جاءت إليها مهاجرة من بلاد أخرى، وبقيت فيها عدة أجيال فترغب في الانتساب إليها لتعزيز ارتباطها بها، وأحياناً لعدم معرفتها بالنسب القبلي الخاص بها أو لرغبتها عنه.

والانتماء إلى البلد ظاهرة قديمة كانت مرتبطة بسكان القرى الزراعية في أطراف الجزيرة العربية، وأهمهم نبط السواد (مزارعو العراق القدامى) ومما يؤثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله (تعلموا أنسابكم ولا تكونوا كنبط السواد إذا سُئل أحدهم عن نسبه قال: أنا من قرية كذا)!

ثالثاً، الانتماء إلى المهنة: وقد تشتهر الأسرة بمهنة معينة ظلت تُتَوارث فيها لعدة أجيال، فتصبح مرتبطة بهم حتى لو تركها أعقابُهم في العصر الحديث، ومن أمثلتها في المجتمع المحلي (الخيّال، البنّاي، المطوّع، المُلا، الخطيب، الكيتوب، الشاعر، الغيص، الجلاف، الصفّار، الحداد، المشرِّخ، الدختر، بوكندر..) وفي الأسماء الرسمية بالوثائق الثبوتية يتم أحياناً إثبات هذه النسبة مضافاً إليها النسبة القبلية إذا توفرت.

وفي الحقبة التي تلت قيام دولة الاتحاد المباركة أصبح لكل فرد من مواطني الإمارات مسماه الرسمي في الوثائق الثبوتية (جواز السفر – الهوية.. إلخ)، وبدأ كثير من الصيغ القديمة في التلاشي تدريجياً من ذاكرة الناس نظراً للاعتماد على الأسماء الرسمية.

اقرأ أيضاً:

ظواهر في الأسماء والألقاب والانتماء (1 - 3)

ظواهر في الأسماء والألقاب والانتماء (2 - 3)

 
Email