التصعيد المتبادل بين الحوثيين وإسرائيل، يشكل خطراً يصعب السيطرة عليه، ويصعب تحجيم اتساعه في المنطقة.
هذا التصعيد العسكري، يؤثر في أمن باب المندب، وحركة التجارة العالمية، ونقل الطاقة في البحر الأحمر، وأمن موانئ الدول المطلة على المنطقة.
والتصعيد لا يقتصر على البحر الأحمر، بل يصل مدينتي حيفا ويافا، المطلتين على البحر المتوسط.
تم في العام الماضي، رصد 200 محاولة فعلية لاختراق المجال الجوي الإسرائيلي، بصواريخ أو طائرات مسيرة، ويذكر أن المسافة بين إسرائيل واليمن، لا تقل عن 2000 كم.
وظلت شبكة التصدي الأرضية من الدفاع الجوي الأمريكية – البريطانية، هي الموكلة بالتصدي والردع. وكانت مقاتلات واشنطن ولندن، تقومان متفرقتين أو بعمليات مشتركة، في قصف أهداف مختارة في اليمن.
منذ 3 أيام، نجحت طائرة مسيرة من طراز «صمد 3»، وهي إيرانية الصنع، تعتبر من الطرازات الحديثة ذات المدى الطويل، وذات رادار فعال، وجهاز توجيه جديد، في الوصول إلى مبنى يبعد عن السفارة الأمريكية في تل أبيب عدة أمتار.
اعتبرت إسرائيل هذه العملية تهديداً خطيراً، وشكّلت لجنة تحقيق عسكرية عليا، لمعرفة أسباب التقصير في الكشف المبكر، وأسباب عدم إسقاط هذه المسيرة.
مساء الأول من أمس «السبت»، قامت المقاتلات الإسرائيلية – لأول مرة – بمهاجمة محطات الكهرباء وأماكن مختارة في ميناء الحديدة، وزعمت رسمياً أن هذا هو الميناء الذي يتلقى السلاح الإيراني، والذي تنطلق منه الصواريخ والمسيرات ضد إسرائيل.
توعد نتنياهو اليمن وأية دولة أخرى في المنطقة تسعى لتهديد أمن الدولة العبرية، بالرد الفعال.
خلال عام، تعاملت إسرائيل عسكرياً مع أهداف في غزة والضفة وسوريا ولبنان واليمن وإيران.
اتساع هذه العمليات، ينذر بانفلات عمليات الضرب والضرب المضاد، وخروج حالة الفعل ورد الفعل، إلى حالة انفلات خارج السيطرة، قد تدفع بعناصر تدخّل مباشر، سواء من جانب إيران وروسيا من ناحية، أو دول تحالف الناتو من ناحية أخرى.
إنه لعب بالنار!