لا بد من الإقرار بأن الحزب الديمقراطي الأمريكي وداعميه الكبار تحرك بسرعة فائقة ومهارة نادرة في احتواء أزمة انسحاب بايدن وقام بتأهيل ترشيح كامالا هاريس.
لم تظهر خلافات أو تجاذبات علنية على مسألة ترشيح هاريس.
كانت بيلوسي ثم الرئيس السابق كلينتون وزوجته هيلاري هم قاطرة الدعم والتأييد الأولى التي فتحت الباب على مصراعيه لترشيح هاريس.
في أول خمس ساعات من إعلان قبولها تزكية بايدن لها تلقى موقع الحزب الخاص بالتبرعات مبلغ 46 مليون دولار في خمس ساعات فقط، وعند نهاية اليوم الأول حصدت 82 مليون دولار!
وفي اليوم الأول أعلنت لجنة ترشيحها وهي ذات لجنة معركة بايدن، أن هاريس حصلت على 1100 صوت من أصوات المندوبين في الحزب، وهذا يعني أنها حصلت على النسبة العددية المطلوبة والكافية للتسمية في معركة الرئاسة.
حتى الآن لم يسمع صوت الرئيس بارك أوباما وزوجته في دعم هاريس، والرجل وزوجته يمثلان تياراً قوياً ومؤثراً في قيادات الحزب الديمقراطي.
وكان يتردد أن أوباما كان «المستشار السري» والخفي لبايدن في قراراته الكبرى أثناء فترة رئاسته.
بعد أن أمنت هاريس المندوبين وبدأ تدفق التمويل لديها الآن 3 ملفات رئيسة:
1 ـــ الملف الأول اختيار نائب رئيس يدخل معها معركة الانتخابات
هل يكون من يمين أو وسط تيارات الحزب حيث إنها تمثل يسار الحزب؟
2 ـــ الملف الثاني كيفية تسويق شخصيتها للجمهور العريض الذي لم يتعرف عليها حيث حرصت في المرحلة السابقة على أن تكون في ظل الرئيس بايدن.
هذا سوف يتطلب منها القيام بجولات وزيارات سياسية وإعلامية قوية ومقنعة.
3 ـــ الملف الثالث ترتيب نفسها وفريقها لمواجهة حادة وشرسة للغاية خلال شهري أغسطس وسبتمبر المقبلين حتى يتوج ذلك بالمناظرة المتوقعة بينها وبين ترامب.
وكما كانت مناظرة ترامب مع بايدن سبباً في نهاية الدور السياسي للأخير فإن مناظرة هاريس – ترامب يمكن أن تكون داعماً قوياً لمستقبل هاريس.