العملية الإسرائيلية باغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، هي بالمفهوم الأخلاقي الإنساني عمل ساخط، وبالمفهوم الأمني العسكري، هي إسقاط مجموعة عصافير بحجر واحد!
ماذا يعني اغتيال إسماعيل هنية؟
أولاً: إسرائيلياً، يستطيع جهازا الموساد والشاباك الإسرائيليان، التأكيد على قدراتهما في الوصول لأي من قياديي «حماس».
ثانياً: سياسياً، يستطيع بيبي نتنياهو أن يتشدق سياسياً أمام جمهوره، بأنه نفذ وعده السابق بتصفية كبار قادة «حماس».
ثالثاً: أن اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وهو مقيم في بيت ضيافة رسمي مؤمن، وتحت حراسة رئاسة الجمهورية الإيرانية والحرس الثوري، بوصفه ضيفاً للبلاد، في مراسم حلف اليمين للرئيس الإيراني الجديد، هو «رسالة أمنية» إسرائيلية للإيرانيين، وهو إحراج أمني وسياسي لقدرات طهران الأمنية.
رابعاً: توقيت العملية بعد ساعات من تنصيب رئيس إيراني جديد، يقدم نفسه كإصلاحي معتدل، يسعى إلى الحوار مع الجميع، فهذه الضربة، هي رسالة تخريبية لمهمة الرئيس الجديد.
خامساً: عملية الاغتيال، هي رسالة «ضغط شديدة» على يحيى السنوار، الذي يرفض ضغوط المفاوضات الحالية عليه، ورسالة ضغط على حسن نصر الله، الذي يعاني منذ ساعات فقدانه رئيس أركان عمليات «حزب الله»، فؤاد شكر (أبو المحسن)، الذي اغتيل بعملية نوعية في مبنى خاص داخل حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت.
واشنطن، تل أبيب، دول الناتو، في صمت لمدة ساعات حول هذه العملية.
الأمر المؤكد، أنه لا يمكن للأمن الإسرائيلي أن يُقدِم على العملية قبل تصديق نتنياهو، ولا يمكن لنتنياهو أن يفعلها دون الضوء الأخضر الأمريكي، ودون أيضاً المعلومات الاستخبارية الأمريكية.
في الـ 36 ساعة الماضية، قامت إسرائيل بأربع عمليات:
1. اغتيال هنية في شمالي طهران (منطقة الزعفرانية)، وهي منطقة لكبار الشخصيات والدبلوماسيين والطبقة الراقية، وتحظى بحراسة شديدة.
2. اغتيال فؤاد شكر في حارة حريك بالضاحية، وهي منطقة مركز عمليات «حزب الله» في بيروت.
3. عملية نوعية في محافظة بابل، ضد قوات عراقية تابعة للحرس الثوري.
4. عملية قصف لبعض الأهداف في منطقة الحديدة باليمن، وقيل إنها ضربة استباقية لعملية كانت تعدها قوات الحوثي.
إذن، نحن – منطقياً، أمام 4 ردود فعل منتظرة!
هنا سوف تُطرح الأسئلة التالية:
1. هل هناك رد؟
2. من الذي سيرد؟
3. ضد أي أهداف؟
4. ما مدى وحجم الرد؟
5. هل هناك استعداد من قبل إيران وحلفائها للدخول في حرب إقليمية شاملة بالمخالفة لقواعد الاشتباك؟
كل ذلك يضع مستقبل مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى في خطر شديد.