هناك بعض العبارات من كثرة تكرارها وترديدها أصبحنا نتعامل معها وكأنها حقائق مؤكدة ونوع من «المسلمات اليقينية» التي لا يرقى إليها أي شك من أي نوع.
مؤخراً سمعنا وقرأنا وشاهدنا عبارات تتحدث عن «الحرب العالمية الثالثة» وحتمية الصدام الكوني و«حتمية نهاية التاريخ» والانهيار الكوني الاقتصادي، والفيروس العالمي المدمر.
ومنذ أيام خرج علينا عالم روسي حائز على جائزة نوبل يتحدث عما أسماه «ساعة القيامة» ويقصد بها أنها ساعة زمنية يتم تغذيتها بالمعلومات من كبار العلماء حول أحوال العالم المختلفة بحيث تصل إلى توقيت العام، والسنة، والشهر واليوم الذي ينفجر فيه العالم وكأنه يوم القيامة.
بالطبع لا يدخل في حسابات هذا العالم الروسي أن قيام الساعة هو أمر جلل حصري لا يملكه ولا يقدر عليه سوى خالق هذا الكون جل جلاله ولا يقدره سوى ذاته العليا.
حتى في الأحداث اليومية، يصعب على أعظم المحللين والمتخصصين إعطاء توقعات دقيقة ونهائية.
مثلاً تعالوا نتأمل الشهر الأخير:
هل العالم هو ذاته بعدما قرر بايدن عدم ترشيح نفسه؟
هل العالم هو ذاته بعد ما حدثت محاولة اغتيال ترامب؟
هل العالم هو ذاته بعد اغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية؟
هل العالم هو ذاته بعد تنصيب «بزشكيان» رئيساً لإيران؟
هل العالم هو ذاته بعد الإعلان الإسرائيلي عن اغتيال محمد الضيف وإعلان «حماس» عن اختيار يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة؟
كل يوم، بل كل ساعة هناك تغير لحظي وجوهري في تقارير البلاد والعباد وأحوال الطقس وأسعار العملات ومدى استقرار الأنظمة.
لا ثابت سوى قضاء الله والباقي كله متحول!