في عاشر زيارة له منذ 7 أكتوبر الماضي حذر وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن في تل أبيب من أن هذه الجولة من مفاوضات غزة قد تكون الفرصة الأخيرة للتوصل إلى صفقة اتفاق.
قبل اللقاء مع نتنياهو قال بلينكن «أنا هنا – يقصد في تل أبيب – حتى أتأكد أنه لن يوجد شخص ما سوف يتسبب في إفساد الصفقة».
وما يتردد في تل أبيب أن نتنياهو فعل – هذه المرة كما يفعل كل مرة – في استحداث عناصر جديدة لم تكن على جدول المفاوضات تؤدي إلى إفشال الصفقة وإفساد جهود الوسطاء.
ويقول الوسطاء لإسرائيل إن خطة الانسحاب للمرحلة الأولى التي تصل إلى خمسة أسابيع لن تعطي «حماس» فرصة إدخال أي سلاح جديد، وأنه في حالة حدوث هذا «الخرق» من قبل «حماس» سيكون لإسرائيل الحق في إمكانية معاودة القتال.
ويحاول بلينكن أن يسوق فكرة أن مرحلية إنجاز الاتفاق بمعنى إنجاز المرحلة الأولى ثم الثانية وإيقاف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمعتقلين سوف يمهد الأجواء من أجل الدخول في مرحلة التسوية لمستقبل قطاع غزة من خلال اتفاق دولي إقليمي.
ويقع نتنياهو تحت نوعين من الضغط المباشر:
الأول: ضغط أهالي الرهائن الإسرائيليين الذين لم تتوقف تظاهراتهم واتهاماتهم له بتعطيل الصفقة.
ويذكر أن «حماس» لديها الآن 111 رهينة إضافة إلى 39 جثة.
الثاني: رفض ممثلي الائتلاف الحاكم من الأحزاب الدينية بن غفير وسموتريتش اللذين يستقطبان أغلبية 64 صوتاً من مقاعد الكنيست الحالي، وفي حال انسحابهما اعتراضاً على أي اتفاق ينفض وتنهار أغلبية الحكومة.
ويخطئ من يعتقد أن المسألة هي خطوط صراع ومصالح بين إسرائيل و«حماس» فقط لأنها أكبر من ذلك:
1 - الخط الأول هو علاقة إدارة بايدن – هاريس مع نتنياهو.
2 - الخط الثاني مستقبل معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية المعرضة للخطر بسبب إصرار نتنياهو على وجود سيطرة عسكرية دائمة على مثلث فيلادلفيا قبالة الحدود ومعبر رفح.
البعد الأخير في آثار السلوك الإسرائيلي هو مدى رد فعل ذلك كله على مدى مصداقية إسرائيل في أي تصور سلام إقليمي مع دول المنطقة.