احتفلت دولة الإمارات بالأمس بـ«يوم المرأة الإماراتية»، وهي مناسبة وطنية تتجدد سنوياً من أجل التعبير عن الاعتزاز الرسمي والشعبي بـ«ابنة الإمارات»، والإنجازات التي حققتها، ومساهمتها المتميزة في النهضة التنموية المستدامة للدولة.
ورغم تعدد مظاهر هذا الاحتفال، فإن ما هو أهم من ذلك، هو حالة التطور المستمر التي يشهدها القاصي والداني في أوضاع المرأة الإماراتية، فمع كل يوم يمر تكسب «ابنة الإمارات» مساحات جديدة من التمكين في مجالات الحياة كافة، وتضيف إلى سجل إنجازاتها ونجاحاتها الكثير، وهو ما يجعلها هي نفسها في حالة من «التطور المستدام».
يشهد على ذلك الكثير من المؤشرات الدولية التي تظهر تقدم مكانة وموقع المرأة الإماراتية عاماً تلو الآخر، حيث تحتل المرتبة السابعة عالمياً والأولى إقليمياً في مؤشر المساواة بين الجنسين بتقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2024، مقارنة مع المرتبة الـ 18 عالمياً في تقرير العام 2020.
كما حققت المركز الأول عربياً في تقرير الفجوة بين الجنسين 2022، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وذلك بعد ارتقاء أداء الدولة 4 مراتب عالمية دفعة واحدة. كما يشهد على ذلك التنامي المستمر في مساهمات بنات الإمارات في كافة المشروعات التنموية الكبرى التي تنفذها الدولة في إطار خططها لتعزيز ريادتها المستقبلية، والنجاحات التي حققتها في إدارة هذه المشروعات التي تمتد من العمل الحكومي إلى إدارة برامج الفضاء والطاقة النووية.
هذا النموذج الإماراتي الملهم في مجال تمكين المرأة يقف وراءه عامل رئيسي للنجاح والتميز وهو دعم القيادة الإماراتية الرشيدة، التي آمنت، وتؤمن، بقدرات ابنة الإمارات، وراهنت عليها بقوة، وعملت على تذليل كافة الصعاب والمعوقات التي يمكن أن تعرقل مساهمتها في العمل الوطني، فالمغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أعلنها منذ البداية صراحة حينما قال، رحمه الله: «أنا نصير المرأة في كل ما يضيمها»، وعلى النهج ذاته سارت قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، راسمة مسار مشاركة ابنة الإمارات في صناعة نهضة الإمارات حالياً ومستقبلاً.
وبطبيعة الحال لا يمكن الحديث عن تميز النموذج الإماراتي في مجال تمكين المرأة من دون الحديث عن الدور المحوري والبالغ الأهمية الذي قامت به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، في هذا المجال.
حيث يمكن وصف سموها، حفظها الله، بأنها مهندسة سياسة تمكين المرأة الإماراتية. فمنذ الأيام الأولى لقيام دولة الاتحاد، عملت سموها على توفير البيئة المناسبة لانطلاق ابنة الإمارات، فيما عكس تأسيس الاتحاد النسائي العام يوم 28 أغسطس 1975، برئاسة سموها، أي بعد سنوات قليلة من تأسيس الاتحاد، التزام سموها المبكر بتمكين المرأة، ولذا جاء اختيار هذا اليوم ليكون هو اليوم الوطني للمرأة للإماراتية.
وبطبيعة الحال، فإن سياسة ونهج تمكين المرأة لن يتوقف، ويؤكد ذلك استراتيجية تمكين المرأة للأعوام 2023 - 2031، التي أقرتها الدولة والتي تتمحور حول أهداف عدة، من أبرزها خلق أسرة مترابطة ومتماسكة، وإدماج المرأة في سوق العمل، وتطوير قدرات المرأة الإماراتية وتعزيز مهاراتها المستقبلية، عبر ممكّنات عدة من أهمها: تطوير البيئة التشريعية والتنظيمية، وتعزيز العمل المؤسسي والشراكات على المستوى الوطني والدولي.
كما يؤكد ذلك حرص القيادة الرشيدة على أن تكون ابنة الإمارات في قلب كل الخطط الوطنية للخمسين عاماً المقبلة، باعتبار أن المرأة شريك أساسي في صنع المستقبل المشرق الذي ننشده لبلدنا، وهو ما يجسد المعني الحقيقي لشعار الاحتفال بيوم المرأة لهذا العام وهو «نتشارك للغد».