قد نقع فريسة للحسرة والندم، بسبب عبارة ترددت علينا كثيراً، وهي «في العمر فرصة واحدة لا تتكرر، ومن المهم اقتناصها وإلا ذهبت بلا عودة». غالباً ما يرددها الكسولون الذين ليست لديهم القدرة على صناعة الفرص واقتناص الحظوظ. من الممكن أن تتكرر الفرص، أو صناعة فرص وحظوظ جديدة.

ما هو الحظ؟ عبارة عن التقاء الفرصة مع الاستعداد، بالتالي، لا يمكننا اللحاق بالحافلة إذا كنا نقف في الجانب الخاطئ من الطريق، وكلما وقفنا على محطات أكثر، زادت فرص اللحاق بعدد أكبر من الحافلات، كذلك هو الحظ الذي يجب أن يكون مبنياً على الاستعداد والسعي. الإيجابية والنظرة، هي استعداد جيد، بشرط أن تكون متزنة داعمة للسعي والمثابرة، واستخدام الأدوات الصحيحة.

بلا شك، الخروج من دائرة الراحة، وأخذ ولو القليل من المخاطرة المحسوبة، يعد استعداداً جيداً لصناعة الحظ. بعض الفرص تحتاج إلى ارتداء النظارة الصحيحة، لرؤيتها بوضوح، بالإضافة إلى أن الاستماع لصوت القلب والحدس. بالرغم من اختلاف صوت القلب عن صوت العقل، إلا أن السابق قد يرشد إلى فرص وحظوظ، وكأنه يرى ما وراء الأشياء قبل حدوثها.

يجب علينا أحياناً إسكات صوت العقل، والذي قد يكون مشوشاً بسبب برمجة سابقة، تمنع صناعة فرص وحظوظ جديدة، خاصة تلك التي لم نعتد عليها من قبل. صناعة الحظ لا يعني أبداً الاستعداد للفرصة ذاتها فقط، وإنما التهيؤ للتعامل مع كل الظروف المصاحبة لها.

ماذا لو تيقنا بأن الفرص لا تتوقف، وتأتي باستمرار؟ ماذا لو انتقلنا من مربع انتظار الحظ إلى صناعته، عبر أخذ المبادرة، وتذكير أنفسنا بأن الفرص والحظ الجيد كالنهر الجاري، وأن كل لحظة هي فرصة تصنع حظاً جيداً، إذا قمنا بأخذ القرار الصحيح؟.