كما عهدناها دوماً، وبمنتهى الحرص والمسؤولية، جمعتنا الشقيقة الكبرى مصر في النسخة الأولى من معرض مصر الدولي للطيران 2024، الذي استضافته مدينة العلمين من 3 - 5 سبتمبر، لتحفز به أفق الطموح العربي والأفريقي والشرق الأوسطي والعالمي، في ظل وجود أكثر من 300 من كبار مصنعي الطائرات وصناعات الفضاء من 100 دولة حول العالم، الذين شكلوا معاً حروف قصة نجاح مبهرة لمصر الحاضر والمستقبل.. ولمستقبل المنطقة بأسرها.

هناك كان للجناح الوطني لدولة الإمارات حضور بارز وساطع بصناعات وإمكانات وتطلعات كبيرة جداً، وفي شركة «مبادلة» للاستثمار كنا حاضرين بشركتي «سند» العالمية الرائدة في مجال هندسة الطيران وحلول التمويل، و«ستراتا» لتصنيع أجزاء هياكل الطائرات والصناعات المتقدمة، لأننا ببساطة كنا جزءاً فاعلاً ضمن هذا الطموح.

إن هذا المعرض الذي انطلق قوياً لا شك في أنه قد زاد من التزامنا الراسخ بتقديم المزيد من الحلول الاستثمارية والتجارية والصناعية الريادية تحت مظلة التعاون العربي والإقليمي، وفي إطار تسريع وتيرة التصنيع والرقمنة والعولمة في قطاع الطيران والفضاء على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، من أجل حاضرنا جميعاً، ومن أجل مواكبة التقدم في خط سيرنا نحو مستقبل لا ينتظر أحداً، ولا يعترف إلا بأصحاب الإنجازات والبصمات.

لقد وضعت مصر قدماً أخرى على مدرج المستقبل، وتركت بصمة جديدة في فضاء الأمل العربي، تحفزنا بها لأن ننطلق بكل ما أوتينا من قوة، بتطلعاتنا وإمكاناتنا وقدراتنا، فنخترق حاجز صوت التردد، ونسمو فوق التوقعات، لنحلق عالياً في فضاء المنافسة والريادة العالمية، ونتقاسم الثقة والتأثير في قطاع شديد المنافسة عالمياً، قطاع صناعة الطيران والفضاء، الذي توليه دولة الإمارات جل اهتمام.

عدنا إلى الإمارات بعد أن دعمنا بكل مسؤولية تطلعات جمهورية مصر العربية في أول معرض لها بهذا الحجم والتأثير والاستقطاب، لنستكمل به مسيرة موازية في دولة الإمارات، حيث معرضي دبي للطيران وأبوظبي للطيران، بكل ما رسخاه من قيمة وتأثير ومنافسة، واستقطاب عالمي رفيع المستوى على مر السنوات، وتحديداً منذ ثمانينات القرن الماضي، حتى أضحت دولة الإمارات ذات بصمة مؤثرة عالمياً في هذا القطاع.

وتاريخياً، تتشارك الإمارات ومصر طموح التقدم والازدهار، واليوم يزهر هذا الطموح ليبشر بمستقبل عربي أكثر اتساعاً، وجدير بنصيب أوفر حظاً من رصيد العالم في قطاع الطيران والفضاء والابتكارات التكنولوجية، في ظل شراكات استراتيجية، واستمارات نوعية قيد الإعلان، ومقبلة في قليل الأعوام المقبلة. هذا وعدنا وهو ما كان عهدنا على الدوام.. لن نتوقف ولن ننتظر، لأن المستقبل لمن يصنعه.