«عزيزي أبو علي.. أريد أن أشاركك معلومة شخصية جداً، فبعد مرور 8 أعوام من العمل في دولة الإمارات، يمكنني أن أقول إن الإمارات هي بلدي الأم بشكل رسمي، فقد تسلمت البارحة مفاتيح منزلي الجديد الذي اشتريته. لقد سافرت وعملت لثلاثة عقود في دول عدة حول العالم، لكني لم أشعر بأني مواطن في أي من تلك الدول. في الإمارات الأمر مختلف والأسباب كثيرة، لعل في مقدمتها حرص قيادتنا الرشيدة، وترحيبها، واهتمامها بأدق التفاصيل التي تسعد الجميع على أرض الخير، وفي وطن زايد الخير».هذه رسالة «واتساب» تلقيتها من أحد الزملاء السابقين. لا أدري لماذا وأنا أقرأ سطورها استعادت ذاكرتي مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال «البرزة» الأسبوعية لسموه بداية جائحة كورونا في مارس 2020، حين قال سموه مطمئناً كل من في دولة الإمارات: «الدواء والغذاء خط أحمر.. لا تشلّون هم أبداً»، والتي كان لها بالغ الأثر المعنوي والمادي في تجاوز دولة الإمارات تلك الجائحة بشكل سلس ومثالي لفت أنظار دول العالم بأسرها.الحمد لله على نعمة الإمارات، والحمد لله على نعمة القيادة الرشيدة، والحمد لله على نعمة الأمن والأمان، والحمد لله على نعمة العيش الكريم، والحمد لله على نعمة الصحة والعافية وعلى وافر النعم التي لا نحصيها.وحتى لا أخرج عن مواضيع «العمود السابع» الاقتصادية، سأتوقف عند خطوة فارقة ومهمة لشركة مبادلة التي استحوذت مطلع هذا العام على شركة «كيليكس بايو» المتخصصة في قطاع الأدوية، والتي عززت حضورها قبل أيام بتمكين «كيليكس بايو» من الاستحواذ على حصة 100% في 4 شركات دوائية تابعة لشركة «جلوبال ون هيلث كير» القابضة، وهي: «بايوفنتشر» و«بايوفنتشر هيلث كير» و«جلف إنجكت» و«ويل فارما». هذه الخطوة الاستراتيجية حتماً ستدفع باتجاه ترسيخ مكانة مبادلة في قطاع الصناعات الدوائية في الدولة، وتطويره بما يسهم في تعزيز مكانة الإمارات كدولة رائدة عالمياً في قطاع الصناعات الدوائية والتكنولوجيا الحيوية، ودعم مسيرة التنويع الاقتصادي فيها.من رؤية وحكمة قيادتنا الرشيدة، نبعت فكرة تطوير هذا المجال الحيوي والحساس، فالدواء كما الماء والغذاء، يبقى دائماً في صلب اهتمام قيادتنا ودولتنا، وهو جزء لا يتجزأ من سلامة وأمن المجتمع النفسي والصحي والأمن الوطني بصورة أعم.إنه خيار استراتيجي تعكس به مبادلة التزاماً راسخاً بمبدأ الاستثمار المسؤول الذي يصنع الحلول لمعالجة التحديات، ويسهم في تعزيز مكانة الإمارات كدولة منافسة ورائدة عالمياً في قطاع صناعة الأدوية والتكنولوجيا الحيوية، وينسجم تماماً مع استراتيجية التنويع الاقتصادي في الدولة.. حفظ الله دولة الإمارات وقيادتها وشعبها.

رسالة عبر واتساب

بالنظر إلى موقع دولة الإمارات المتقدم جداً على مؤشر الأداء الصناعي التنافسي الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية لعام 2024، نجد أن هناك أملاً وواقعاً مبشراً. وبالنظر إلى الدول الخمس الأولى على هذا المؤشر يكبر الأمل ويصبح حلمنا أقرب إلى الحقيقة والواقع فعلاً.الدول الخمس الأوائل في المؤشر الذي يقيس القدرة التنافسية الصناعية للاقتصادات من حيث إنتاج وتصدير البضائع المصنعة، والارتقاء التكنولوجي، والتأثير العالمي، هي تباعاً: ألمانيا، الصين، أيرلندا، كوريا الجنوبية، تايوان. 3 من أصل 5 دول هي آسيوية، وربما أن ألمانيا هي الدولة الوحيدة من الرعيل الأول في الصناعة، فيما البقية دول اجتهدت وأنجزت فحجزت لنفسها مكاناً بين الكبار. ولا نقول «عزاؤنا»، بل حافزنا الأكبر دائماً هي المكانة الآسيوية المتنامية في سجلات التفوق العالمية، في مختلف المجالات، وفي الصناعة والاقتصاد خصوصاً.ونحن بموقعنا وواقعنا لسنا بعيدين ولا مترددين، فالإمارات هي الدولة العربية الوحيدة التي تم تصنيفها على هذا المؤشر ضمن فئة أفضل الدول أداءً للسنة الرابعة على التوالي. نحن الآن في المركز 27 عالمياً، ولم يتبقَ سوى قليل من المراكز المتقدمة لنصل إلى دائرة النخبة، لكن حتماً أمامنا الكثير جداً من الجد والجهد والمثابرة على الإنجاز.وفي سجلات الدول المخضرمة في الصناعة والابتكار نجد العديد من القصص الملهمة. يجب ألّا نتوقف طويلاً عندها أو أن نحفظها «عن ظهر قلب»، بل أن نأخذ العبرة منها لنكمل بعزيمة أقوى.. ومن قال إنه يجب أن نبدأ كما بدأوا؟! علينا بأقصر الطرق وأفضل الحلول، أن ننطلق من حيث وصلوا، فالماضي هو جزء من اليوم، واليوم هو عصر الانفتاح العالمي، وعصر الذكاء الاصطناعي، وعصر الصناعة والتصنيع المتقدم.بالمناسبة؛ وقبل أيام فقط، حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إعلان إطار للتعاون في الذكاء الاصطناعي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، ضمن زيارة سموه الرسمية إلى الولايات المتحدة، للاستفادة من الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي بما يدعم تسريع النمو الاقتصادي، وإحداث نقلة نوعية في مختلف قطاعات اقتصاد المستقبل. كما أطلقت مبادلة و«جي 42» شركة (سبيس 42) المختصة بقطاع الفضاء من خلال اندماج شركتي «الياه سات» و«بيانات»، لتصبح «سبيس 42» أول شركة من نوعها في المنطقة.الصناعة وأخواتها والشراكات الاستراتيجية من خلال نقل المعرفة والخبرات، مؤشرات واقعية تعد بمستقبل باهر لشعار (صُنع في الإمارات).رئيس وحدة المجمعات الاستراتيجية، قطاع الاستثمار في الإمارات، شركة مبادلة للاستثمار

صُنع في الإمارات

«مهرجان للذكاء الاصطناعي» استضافته دولة الإمارات قبل أيام قليلة.. ماذا بعد؟!
نعود إلى فكرة بناء برج خليفة، إلى عام 2004 حين التفت العالم بأسره بعيون التشكيك والاستغراب، بعد 6 سنوات وتحديداً في عام 2010 أصبح برج خليفة أطول بناء شيده البشر على وجه الأرض. وحتى اليوم لا يزال الأيقونة الأهم التي تلفت أنظار العالم كل يوم. وإلى عام 2006، حين أسست مبادلة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل، المعروفة باسم «مصدر» لتكون وجهة للاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة. تلك كانت رؤية إماراتية ذكية واستباقية قبل أن ينشغل العالم بكل هذا الحديث عن أهمية تنويع مصادر الطاقة. ومنذ 2020 تحتضن مدينة «مصدر» جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، الصرح التعليمي الريادي المتخصص في بناء وتطوير مهارات استثنائية تعنى بالمستقبل.
وإلى عام 2009 حين أطلقت شركة مبادلة «ستراتا للتصنيع» إيذاناً بدخول الدولة في مجال تصنيع أجزاء الطائرات، كثيرون اعتقدوا أنها مجرد مغامرة!.. اليوم يقف هذا المصنع شاهداً على قوة شعار «اصنع في الإمارات»، حيث تحلق 10% من الطائرات حول العالم بأجزاء صنعت بفخر في الإمارات.
الشواهد والأمثلة كثيرة ويصعب حصرها، والكلام قيل ويقال كل يوم، المهم أن الإمارات تعمل ولا تلتفت أبداً.. في العام الماضي استحقت دولتنا المركز الأول عربياً والـ 28 عالمياً على مؤشر الذكاء الاصطناعي الصادر عن «تورتواز ميديا» المتخصصة في الذكاء الاصطناعي. العام المقبل لا أحد يتوقع ما ستحققه إماراتنا، لكنه حتماً سيكون أمراً يفوق التوقعات.
أنت في الإمارات، بقيادتها الفذة التي تعيش بعقل الحاضر وعين المستقبل، صاحبة الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، أول دولة في العالم تعين وزيراً للذكاء الاصطناعي منذ 2017.. ليس جزافاً ولا استعراضاً، إنها رؤية قيادة لنهج حكومة في إطار استراتيجية طموحة هدفها تحويل الإمارات إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي، وذلك قريب جداً في ظل وجود مئات المجالس واللجان والهيئات والمؤسسات والشركات والمسميات الحكومية وغير الحكومية التي تجد فيها مصطلح «الذكاء الاصطناعي». هكذا هي الإمارات ذكية في كل الخيارات.. دولة تستثمر بذكاء في الذكاء الاصطناعي.
رحم الله والدنا المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حين قال: «من ليس له ماضٍ لا حاضر له ولا مستقبل». الحمد لله.. دولة الإمارات اليوم تتشبث بقيم ماضيها، وتتمسك بقوة حاضرها، وتمسك بزمام المستقبل، لأن الله حباها بقيادة حكيمة رافقت زايد، وعملت واستثمرت بنهج وذكاء زايد.

اتجاهات

Opinions

مقالات

Articles

قيادة تستثمر بنهج زايد

كما عهدناها دوماً، وبمنتهى الحرص والمسؤولية، جمعتنا الشقيقة الكبرى مصر في النسخة الأولى من معرض مصر الدولي للطيران 2024، الذي استضافته مدينة العلمين من 3 - 5 سبتمبر، لتحفز به أفق الطموح العربي والأفريقي والشرق الأوسطي والعالمي، في ظل وجود أكثر من 300 من كبار مصنعي الطائرات وصناعات الفضاء من 100 دولة حول العالم، الذين شكلوا معاً حروف قصة نجاح مبهرة لمصر الحاضر والمستقبل.. ولمستقبل المنطقة بأسرها.
هناك كان للجناح الوطني لدولة الإمارات حضور بارز وساطع بصناعات وإمكانات وتطلعات كبيرة جداً، وفي شركة «مبادلة» للاستثمار كنا حاضرين بشركتي «سند» العالمية الرائدة في مجال هندسة الطيران وحلول التمويل، و«ستراتا» لتصنيع أجزاء هياكل الطائرات والصناعات المتقدمة، لأننا ببساطة كنا جزءاً فاعلاً ضمن هذا الطموح.
إن هذا المعرض الذي انطلق قوياً لا شك في أنه قد زاد من التزامنا الراسخ بتقديم المزيد من الحلول الاستثمارية والتجارية والصناعية الريادية تحت مظلة التعاون العربي والإقليمي، وفي إطار تسريع وتيرة التصنيع والرقمنة والعولمة في قطاع الطيران والفضاء على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، من أجل حاضرنا جميعاً، ومن أجل مواكبة التقدم في خط سيرنا نحو مستقبل لا ينتظر أحداً، ولا يعترف إلا بأصحاب الإنجازات والبصمات.
لقد وضعت مصر قدماً أخرى على مدرج المستقبل، وتركت بصمة جديدة في فضاء الأمل العربي، تحفزنا بها لأن ننطلق بكل ما أوتينا من قوة، بتطلعاتنا وإمكاناتنا وقدراتنا، فنخترق حاجز صوت التردد، ونسمو فوق التوقعات، لنحلق عالياً في فضاء المنافسة والريادة العالمية، ونتقاسم الثقة والتأثير في قطاع شديد المنافسة عالمياً، قطاع صناعة الطيران والفضاء، الذي توليه دولة الإمارات جل اهتمام.
عدنا إلى الإمارات بعد أن دعمنا بكل مسؤولية تطلعات جمهورية مصر العربية في أول معرض لها بهذا الحجم والتأثير والاستقطاب، لنستكمل به مسيرة موازية في دولة الإمارات، حيث معرضي دبي للطيران وأبوظبي للطيران، بكل ما رسخاه من قيمة وتأثير ومنافسة، واستقطاب عالمي رفيع المستوى على مر السنوات، وتحديداً منذ ثمانينات القرن الماضي، حتى أضحت دولة الإمارات ذات بصمة مؤثرة عالمياً في هذا القطاع.
وتاريخياً، تتشارك الإمارات ومصر طموح التقدم والازدهار، واليوم يزهر هذا الطموح ليبشر بمستقبل عربي أكثر اتساعاً، وجدير بنصيب أوفر حظاً من رصيد العالم في قطاع الطيران والفضاء والابتكارات التكنولوجية، في ظل شراكات استراتيجية، واستمارات نوعية قيد الإعلان، ومقبلة في قليل الأعوام المقبلة. هذا وعدنا وهو ما كان عهدنا على الدوام.. لن نتوقف ولن ننتظر، لأن المستقبل لمن يصنعه.

إسماعيل علي عبدالله

رسالة عبر واتساب

صُنع في الإمارات

قيادة تستثمر بنهج زايد

صناعة الطيران والفضاء.. نحن لها!