السؤال الكبير: من المتغلب في المناظرة الرئاسية بين دونالد ترامب وكامالا هاريس التي تمت فجر أمس؟
استطلاعات الرأي الأولية تعطي الأفضلية لأداء «هاريس» على «ترامب».
الرأي المتواضع عندي أن كل طرف نجح في «هز صورة ومكانة خصمه أكثر مما نجح في عرض أفكاره وبرامجه بشكل موضوعي».
بدأت المناظرة بدخول كامالا هاريس وتقدمها نحو منصة الحوار الخاصة بترامب ومد يدها لمصافحته، فمد يده هو الآخر مصافحاً قائلاً: «أهلاً.. إنجوي» أي «استمتعي بالحوار».
بدأت هاريس منذ إجابتها عن السؤال الأول، والذي كان يتصل بالاقتصاد بالهجوم على منافسها وشخصه وسياساته.
مع سياق الحوار اتضح الآتي:
١- تدربت هاريس، قليلة التجارب في الحوارات المباشرة الجماهيرية، على إيقاع سياسة ترامب في الحوار، وهي اعتبار أن الهجوم خير وسيلة للدفاع، ظناً منها أن خصمها سوف يتبع سياساته المعتادة في الهجوم والتحرش والاستفزاز.
٢- اتضح أن ترامب كان حريصاً هذه المرة على الانضباط الكامل في الحوار، وعدم الانطلاق في إطلاق لسانه في التلفظ بكلمات أو صفات منفلتة، يمكن أن تخسره بعض الجمهور من الجنس الناعم.
٣- حرص ترامب على عدم المساس بالخلفية العرقية «أفريقية آسيوية» أو كونها امرأة حتى لا يستفز الجمهور الذي ينتمي إلى هذه الصفات.
٤- حرصت هاريس على الدفاع عن سياستها في عهد الرئيس بايدن، ولكن مع المحافظة على أنها شخصية مستقلة بذاتها، وظهر ذلك في قولها «أنت تنافسني أنا وليس الرئيس بايدن الآن».
٥- أثبتت قناة «أي. بي. سي» التي تدير المناظرة مرتين وجود أخطاء في المعلومات لدى ردود ترامب، ومرة واحدة عند هاريس.
٦- أعلن كل طرف عقب نهاية المناظرة رغبته في المشاركة في مناظرة أخرى، وأعلن مستشارو كل طرف سعادتهم عن أداء ممثلهم واعتبروا - من وجهة نظرهم – تفوقه على الآخر.
يمكن القول إن الحوار أوضح الفجوة العظيمة والتناقض الحاد، والتوتر السياسي العالي، بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وبين اليمين الشعبوي، الذي يمثله ترامب، واليسار الاجتماعي التقدمي، الذي تمثله هاريس.
55 يوماً فقط – هي وحدها – القادرة على حسم تأثير هذه المناظرة على جمهور الناخبين.