زيت الكانولا.. هل تعرفه حقاً؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما زلت أتذكر هذا الحدث، في الفترة من 1998 - 2001، تسابق العلماء العرب ليظفروا بمستثمر خليجي يقتنع بفكرتهم وهي زراعة النبات الذي ينتج زيت الكانولا في الدول العربية ذوات الأراضي الزراعية الخصبة كسوريا، السودان، الصومال ومصر. لماذا؟ لأن زيت الكانولا هو بديل الوقود الأحفوري «النفط»، وخاصة الديزل «نعم كما قرأت: بديل الديزل»، والعالم سيتجه نحو زيت الكانولا ولن يشتري أحد النفط، فالدول الكبرى وبقيادة كندا، زرعت أكثر من 31 مليون هكتار من النبات المنتج لهذا الزيت.

و«يا فرحة ما تمت»، زيت الكانولا خيب الآمال، إذ لم يعد يصلح كوقود للآلات بما فيها السيارات. لا حول ولا قوة إلا بالله، وماذا ستفعل تلك الدول وأولئك المستثمرون بملايين الهكتارات من ذلك النبات، ومن سيتكبد المصاريف التي صرفت لتعديل النبات وراثياً، بل ومراراً «نعم هذا صحيح لتعديل النبات وراثياً، بل ومراراً» لينتج النبات أكبر قدر من الزيت، حيث إن النبات بصورته الحالية وبعد الكثير من التعديل الوراثي، يشكل الزيت تقريبا 45% من محتوى البذرة بالإضافة إلى تعديل التركيب الكيميائي للزيت؟ 

انقشع الحلم تاركاً العلماء والمستثمرين في حيص بيص. إلا أن الحل الذي لم يكن في الحسبان، جاء سريعاً. ففي عام 2002 اعترفت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية بزيت الكانولا، كزيت صالح للاستخدام البشري وقابل للأكل. ليتنفس المستثمرون الصعداء.
تلك هي الحكاية، دعونا نقرأ القصة من البداية، هل هناك نبات يسمى «كانولا»؟ بالطبع لا. النبات الذي ينتج الزيت المسمى «كانولا» هو: نبات السلجم وهو نوع يتبع جنس الخردل. إذاً، لماذا يسمى كانولا؟ كانولا اختصار لـ «CANadian Oil low in Lauric Acid =CANOLA»، وليس اسماً لأي نبات، وإن كان حالياً يشير إلى نبات السلجم المعدل وراثياً مراراً. 

المريب في الأمر، أن هذه العبارة حُذِفَت تماماً من الشبكة العنكبوتية بنهاية عام 2009 تقريباً «ليترسخ اسم كانولا في الأذهان كاسم للنبات»، فلا يشير إليها أحد، ولا يعرفها إلا من عاصر تطور الزيت الذي كان يفترض أن يكون بديلاً لـ«الديزل» ووقوداً للآلات ومنها السيارات.

ولو بحثنا اليوم في مواقع البحث العلمي على الشبكة العنكبوتية، لوجدنا الكثير من الأبحاث التي تشير إلى التقارب الكبير بين زيت الكانولا والديزل، وما زال هناك من يأمل أن يكون زيت الكانولا بديلاً حيوياً للديزل، وبما أنه لا ينفع كوقود، نجد من العلماء اليوم من يقترح مزيج الديزل وزيت الكانولا وقوداً حيوياً للآلات. لذلك، ولأنني عاصرت هذه التطورات وأعلم تاريخ زيت الكانولا، والأبحاث المتعلقة ومدى صحتها علمياً، قررت أن أبتعد عن هذا الزيت ريثما تتضح الأمور.

Email