أهمية سوريا في المنطقة

سوريا من أكثر دول المنطقة والعالم التي ينطبق عليها وصف علماء الجغرافيا السياسية بأن «جغرافيتها تتحكم في تاريخها». الموقع الجيواستراتيجي الحاكم له تأثيرات مهمة وردود فعل في الحدود والوجود على الدول المحيطة لها.

سوريا لديها مرتفعات الجولان وجبل الشيخ الاستراتيجي، الذي يؤثر في الأمن البري والمائي لإسرائيل. وسوريا هي بوابة الحدود والرئة البرية التي تنفس منها لبنان تجارياً وحدودياً وبرياً. حدود سوريا مع تركيا، وبالذات لواء الاسكندرونة، يرتبط بامتداد الحدود والتركيبة السكانية العابرة للحدود للأكراد والعلويين في البلدين. الحدود السورية مع الأردن هي إحدى بوابات التجارة وانتقال البشر بين البلدين.

الحدود المشتركة للعراق مع سوريا جوهرية في الأمن القومي للبلدين وأنابيب الطاقة، خاصة في ظل العلاقات التاريخية التي كانت تربط بين الدولتين الأموية والعباسية، ثم امتداد حزب البعث العربي الاشتراكي بين البلدين، ثم جاءت العلاقة الاستراتيجية بين كل من بغداد ودمشق مع طهران.

تبلغ مساحة سوريا 185.180 كيلومتراً مربعاً، ويبلغ عدد سكانها قبل الحرب الأهلية في آخر إحصاء 23 مليون نسمة، ويقدرون الآن بـ30 مليوناً تقريباً، منهم 12 مليون لاجئ ونازح داخل وخارج البلاد. والتركيبة الإثنية الدينية في سوريا متنوعة ومعقدة، فهي تجمع ما بين المسلمين السنة والشيعة والدروز والعلويين والإسماعيليين والمسيحيين والسريان، وأيضاً هناك ارتباط أو تصنيف مناطقي للأكراد، والعلويين، وسكان منطقة الساحل.

سوريا دولة غنية بالماء والطاقة والموارد والثروة الزراعية والأيدي العاملة الرخيصة والحرفيين والصناعيين المدربين في الصناعات اليدوية، وأبرزها الغزل والنسيج، والحلوى والمكسرات والخضروات والفاكهة. كل خيرات هذه البلاد، وكل أمن هذا الشعب الطيب الصبور الآن يتعرض لتدخلات إقليمية معقدة، لذلك من المهم جداً متابعة لقاءات دول الجوار لسوريا التي انعقدت أمس «الأحد».