منذ 4 أيام والأسواق المالية الأمريكية تواجه حالة من الخسائر التاريخية في قيمتها وأسعارها.
هذا التدهور والانخفاض بدآ يلامسان نفس منحنيات خسائر العام 2008 الذي حدث فيه الهبوط التاريخي للبورصة بسبب السقوط المدوي لقيمة العقارات الأمريكية حينما قامت البنوك والشركات المقرضة بالتلاعب والتوسع الوهمي في الإقراض بناء على قيم وهمية.
سبب الأزمة هذه المرة هي سياسات الرئيس دونالد ترامب المتطرفة في الإجراءات، المتوحشة في التقدير، الانفعالية في الاتجاهات، تحت مظلة 3 شعارات أساسية:
1- الشعار الأول «أمريكا أولاً» وليذهب غيرنا إلى الجحيم.
2- شركاؤنا في هذا العصر «استغفلونا» وحققوا أرباحاً ظالمة على حساب اقتصادنا.
3- الإجراءات الحمائية مثل التعرفة أو الرسوم على الواردات الأجنبية هي حق مكتسب يجب استعادته من هؤلاء الذين ربحوا على حساب اقتصادنا.
نسي ترامب أو تناسى أن هذه السياسات منذ الحرب العالمية الثانية هي ذاتها التي جعلت الولايات المتحدة أقوى قوة اقتصادية في العالم.
ونسي ترامب أن بلاده عقدت اتفاقات ثنائية ودولية أسست لنظام اقتصادي وتجاري استقر أكثر من 75 عاماً وأن الخروج المفاجئ من هذه الاتفاقات عمل خطير.
يكفي القول إن حجم الخسائر المباشرة وغير المباشرة في 4 أيام تجاوز التريليون دولار، وأن مؤشر «ناسداك» ومؤشر «S&P» الذي يضم أكبر 500 شركة أمريكية، قد هوى بشكل ينذر بأزمة اقتصادية عالمية.
هل يستمر ترامب في عناده الاقتصادي والتجاري؟، لا أحد يعرف إلى أين سيأخذ اقتصاد وأسواق العالم.