رسالة «ويتكوف»

يتعين على أي مهتم بما يحدث في غزة، بصرف النظر عن موقعه أو موقفه أو انتمائه أن يشاهد الحوار الذي أجراه ستيف ويتكوف هذا الأسبوع مع قناة «فوكس نيوز».

كلام المبعوث الأمريكي لشؤون مفاوضات غزة، والمقرب شخصياً، وفكرياً، وسياسياً من دونالد ترامب مهم للغاية.

أهم ما جاء في كلام ويتكوف هو الآتي:

1 - منهج وفلسفة الحوار كله أننا في أزمة كبرى ليست ما أسماه «تعنت حماس في المفاوضات».

2 - «حماس» الطرف المذنب وإسرائيل اضطرت إلى العودة للقتال وعلى عهدة ويتكوف فإن عمليات الجيش الإسرائيلي هي «رد فعل طبيعي» على الشروط غير الطبيعية التي جاءت بها «حماس».

3 - إن الفرصة لعودة المفاوضات وإيقاف إطلاق النار مرتبطة بموافقة «حماس» على تسليم سلاحها وتسليم كل الرهائن الــ59 «الأحياء والجثث» دفعة واحدة.

كلام ويتكوف يعكس منهج «عقل الصفقة التجارية العقارية» التي ينتمي إليها هو وترامب.

هذا العقل – حتى بالمنهج العقاري – لا يقوم على تبادل المنافع أو التوازن في الأخذ والعطاء، لكنه يقوم على أن هناك طرفاً يجب أن يحصل على كل شيء وطرفاً آخر عليه أن يعطي كل شيء بانصياع كامل.

هذا المنهج يتم تطبيقه الآن بمنطق ترامب وبوساطة ويتكوف الذي دخل على الخط في مفاوضات روسيا وأوكرانيا.

في هذه المفاوضات يتعين على أوكرانيا أن تعطي وتتنازل، حتى يتم إنجاح وساطة ترامب التي قررت إعادة هندسة شؤون العالم على «مزاج الرئيس الأمريكي» مهما كان الثمن باهظاً لأي طرف.