هل تفهم «حماس» الرسالة؟

وقعت حركة حماس في المحظور الخطر، وهو بدء تذمر جمهورها وبيئتها الشعبية في غزة. التظاهرات التي بدأت من قبيلة الشجاعية وأبناء منطقة محافظة دير البلح هي بداية الشرارة للغضب والتذمر من سياسات «حماس» التي دفعت بقطاع غزة البالغة مساحته 360 كم إلى تحمّل آتون جهنم بسبب حرب إبادة وحشية شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد قرابة مليوني نسمة هجروا ونزحوا أكثر من عشر مرات داخل القطاع في أقل من 16 شهراً!

تحمّل أهل غزة ما لا يطيق بشر من تجويع وظمأ ونقص كهرباء وطاقة وقطع اتصالات وتوقف خدمات وخروج المستشفيات والمدارس والمعاهد والجامعات عن العمل.

ودفع أهل غزة فاتورة خسائر بشرية 50 ألف قتيل و12 ألف جريح و20 ألف مفقود. وتم تدمير أكثر من 90% من بنية القطاع العمرانية، فيها أكثر من 85% من المباني السكنية. وتقدّر تكاليف إعادة بناء ما تم تدميره بما لا يقل عن 35 مليار دولار بأسعار اليوم، في فترة لا تقل عن 3 إلى خمس سنوات.

نفد صبر الناس الذين تحملوا ما لم يتحمله أحد في حصار مستمر منذ العام 2007.

نفد صبر هذا الشعب الصبور الذي لم يتذمر أو يشكُ من قرارات «حماس» بخمس جولات من المواجهة، حتى حانت الجولة السادسة في 7 أكتوبر 2023 التي دفع ثمنها شعب غزة الذي تعرض لحرب إبادة، بينما كانت كتائب القسام تتحصن في أنفاق وخنادق حصينة مساحة 500 كم «أي أكثر من مسطح مساحة القطاع نفسه». هتاف التظاهرات يقول «حماس بره بره».

. وهذا الهتاف لم يكن للمرة الأولى، ولكن تكرر عامي 2008 و2009 بعدما فاض الكيل من الحصار الإسرائيلي وقتها. بالتأكيد شعب غزة يؤمن بتحرير الأرض، ويؤمن بحق المقاومة، لكنه مثله مثل أي شعب على كوكب الأرض في أي زمان ومكان يؤمن بحق العيش في أمان وسلام، ومثله مثل أي بشر لديه طاقة لتحمل عذاب الحصار ووحشية حرب الإبادة. على «حماس» أن تفكر جيداً في رسالة شارع غزة.