كيف يفكر «الحوثي»؟

ضرب أهداف منتقاة في صعدة والحديدة وتعز والبيضاء من قبل القاذفات الأمريكية هو عمل «تأديبي»، لكنه عمل عسكري لن يؤدي إلى الهدف السياسي المنشود.

«ضرب الحوثي» دون التفاهم الأمريكي المنتظر مع إيران هو عمل ناقص وعديم الفائدة.

ضرب «الذراع» أو ضرب «الوكيل» دون التعامل والتفاهم مع المصدر الرئيسي المشغل للحوثي هو عمل غير مكتمل النتائج.

هذه المرة تأتي الضربات الأمريكية أكثر قسوة وأشد تأثيراً من سابقاتها في عهد إدارة بايدن.

في زمن بايدن، كانت الضربات تتركز على المنصات الحوثية الخاصة بإطلاق الصواريخ وقواعد وورش المسيرات، مع الحرص على الابتعاد عن الأهداف المدنية.

العمليات الأخيرة في عهد ترامب تستهدف أهدافاً عسكرية وقواعد ومنصات ومسيرات، وأيضاً استهداف تصفية قيادات عسكرية حوثية بناء على معلومات استخبارية دقيقة، وأيضاً هناك استهداف لأي هدف حتى لو كان سيؤدي إلى خسائر في أفراد أو مبان مدنية.

سوف نلاحظ أن العمليات الحوثية عينها على تطور أو تدهور المفاوضات الإيرانية - الأمريكية، وليس على مفاوضات إيقاف النار في غزة كما يدعون!

ويبدو أن الصراع العسكري مستمر لفترة لا تقل عن 3 شهور بدليل 4 أمور:

1 - ظهور أحدث قاذفات «بي 52» المدمرة في قاعدة «دييغو غارسيا»، بوصول أول سرب «4 طائرات» أمس الأول.

2 - بدء استدعاء أكثر من حاملة طائرات إلى المنطقة، بالإضافة إلى حاملة الطائرات «ترومان» الموجودة حالياً.

3 - زيادة طلب البنتاغون لاعتمادات إضافية لمواجهة «العمليات الجديدة في اليمن»

4 - تهيئة القواعد والمنصات الأمريكية في المنطقة للتعامل المباشر مع الصواريخ «الحوثية» الموجهة إلى إسرائيل قبل وصولها إلى المجال الجوي الإسرائيلي.