على مدار العقدين الماضيين، أصبحت المسلسلات والبرامج التلفزيونية الرمضانية جزءاً لا يتجزأ من الثقافة العربية، حيث ينتظرها المشاهدون بشغف كل عام. فقد تميزت هذه الفترة بإنتاجات درامية متنوعة جذبت جمهوراً واسعاً وأسهمت في تشكيل الوعي الاجتماعي والثقافي.
ومن أبرز المسلسلات الرمضانية التي لاقت رواجاً في السنوات الماضية:
المسلسل المصري «شربات» من إنتاج مركز دبي للأعمال الفنية؛ وهو دراما اجتماعية إنسانية تقع أحداثها في حي «سوق السلاح»، وهو حي شعبي في منتصف الستينيات، ومن تأليف فاروق عطية وإخراج محمد النقلي، وبطولة نخبة كبيرة من الفنانين منهم: نرمين الفقي، محمد رياض، وائل نور، رانيا فريد شوقي، عماد رشاد، سعيد عبدالغني، محمود الجندي وعدد آخر من النجوم.
«طاش ما طاش»: يُعتبر من أبرز المسلسلات الكوميدية السعودية، حيث تناول قضايا اجتماعية بطريقة ساخرة، واستمر لعدة مواسم محققاً شعبية كبيرة، ثم توقف لمدة عشر سنوات ثم عاد في 2023 باسم طاش العودة.
«باب الحارة»: دراما شامية لاقت جماهيرية واسعة بفضل تصويرها للحياة الدمشقية القديمة.
«الأسطورة»: مسلسل مصري، حقق نجاحاً كبيراً، وتناول قصة شاب يسعى لتحقيق طموحاته وسط تحديات المجتمع.
«حاير طاير»: مسلسل إماراتي ناجح عُرض على قناتي دبي وأبوظبي، جذب الجمهور بفضل قصصه الواقعية، من أداء الفنان جابر نغموش. هذه المسلسلات لا تقدم الترفيه فحسب، بل تلعب دوراً مؤثراً في رفع الوعي الاجتماعي والثقافي، من خلال طرح قضايا تمس حياة الناس. ومع ذلك، تُطرح تساؤلات حول جودة المحتوى واحترام القيم الرمضانية. أما البرامج الرمضانية، فقد تنوعت بين:
البرامج الإنسانية والخيرية: التي تسلط الضوء على الحالات الإنسانية وتُعزز قيم التضامن.
البرامج الدينية: حيث تقدم محتوى تثقيفياً يجيب على استفسارات الجمهور حول الصيام والعبادات.
برامج المسابقات: وتتنوع بين الاستعراضية والفنية وتلك التي تعتمد على التفاعل المباشر مع الجمهور. ومع تطور المنصات الرقمية، تغيّرت عادات المشاهدة، حيث أصبح الجمهور يتابع المحتوى في أي وقت، دون الالتزام بوقت البث. ورغم ذلك، يبقى للتلفزيون التقليدي حضوره خلال الشهر الفضيل لما يرتبط به من طقوس جماعية. ونستطيع أن نقول إن المسلسلات والبرامج التلفزيونية الرمضانية خلال العشرين عاماً الماضية تمكنت من أن تكون جزءاً أساسياً من الثقافة العربية، حيث عكست هموم المجتمع وتطلعاته، وأسهمت في تعزيز الروابط الاجتماعية. ومع استمرار هذا الزخم الإنتاجي، يبقى التحدي في تقديم محتوى هادف يرتقي بتطلعات المشاهدين ويحترم قيم المجتمع.