دبي مبادئها لا تتغيّر

في عام 1902 ألغى حاكم دبي آنذاك الشيخ مكتوم بن حشر، طيب الله ثراه، الرسوم الجمركية على الواردات، وفتح ميناء دبي للجميع، ورحّب بجميع التجار، فتمكن سموه من خلال هذه التعديلات في السياسة الاقتصادية لحكومة دبي من أن يجعل الإمارة مركز الخليج لإعادة التصدير إلى الموانئ والأسواق المجاورة، وأرض الأحلام والفرص التي توافد إليها التجار، ولم تقتصر الفرص التي منحتها دبي للتجار على إلغاء الرسوم الجمركية، لأن الأمر الذي عزز ثقتهم، وجعل الكثير منهم يتخذون من دبي مقراً إقليمياً لهم، هو التسهيلات الحكومية، والاستراتيجية الواضحة وغير المعقدة التي تتميز بها دبي، والمرونة في التعامل التي جعلتها تحافظ على نجاحها الاقتصادي، وتتكيف مع المتغيرات، ولذلك، تطرق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في فصل من فصول كتابه قصتي، للحديث عن القفزة الاقتصادية التي حققتها السياسات الاقتصادية المحررة للتجارة التي اتخذها الشيخ مكتوم بن حشر حاكم دبي آنذاك رحمه الله، حيث قال سموه: «إن الدرس الثالث في دستور دبي غير المكتوب، هو الانفتاح على الجميع، وتحرير التجارة أمام الجميع، والترحيب بكل من يريد أن يضيف شيئاً لاقتصادنا».

هذه المبادئ التي اتخذها القادة في دبي، هي مبادئ ثابتة لا تتغير، وهي سر من أسرار ازدهار دبي، وتفوقها، ومحافظتها على مكانتها الاقتصادية في العالم قديماً وحديثاً، فالنجاح مرتبط بالعمل الجاد، والسعي المستمر للوصول إلى ما هو أفضل، ولذلك وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رسالته إلى الجميع قائلاً: «رسالتي ووصيتي للجميع، سر نجاحنا خدمة الناس، وتسهيل حياتهم، ودوام التواصل معهم، هذه مبادئنا الحكومية، لم نغيرها ومن يعتقد أننا تغيرنا سنُغيّره». وإذا عدنا بالذاكرة إلى عام 1902 سنجد أن خدمة الناس وتسهيل حياتهم ودوام التواصل معهم في شتى المجالات والمعاملات، هي التي جعلت التجار والمستثمرين يفضلون الحياة والعمل في دبي، فالرؤية واضحة، والمعاملة سلسة، ومبادئ دبي ستبقى ثابتة، لن تتغير.

واستمرت دبي من نجاح إلى آخر، ومن إنجاز تلو إنجاز، بفضل رؤية قادتها وسياستهم الحكيمة، فالسعي إلى تحقيق الريادة في شتى المجالات ثقافة جذورها راسخة في تاريخ دبي القديم والحديث، ويشهد عليه العالم اليوم، وهذه الثقافة هي أحد أسرار النجاح التي يجب أن تمتلئ صفحات الكتب وأوراق الصحف بالتشجيع على دراستها وتسليط الضوء عليها.