كان العلامة «ابن خلدون» المؤسس الأول لعلم الاجتماع، أو ما يسميه علم المدن، يحذر من أن يقول الحاكم أو السياسي شيئاً ما ويفعل في الواقع عكسه تماماً.
إنها كارثة أن تقول ما لا تفعل وأن تفعل ما لا تقول.
هذا التناقض في التاريخ القديم كان يفضح بفعل الوقت، أما اليوم فالبشرية تعيش في زمن الخبر اللحظي والقرية الإعلامية الواحدة، وتوفير اندماج سرعة الاتصالات مع وسائل التفاعل الاجتماعي وسيلة مباشرة لحظية تجعلك تسمع وترى كل شيء لحظة حدوثه وينكشف لك كل تفاصيله بالصوت والصورة والخبر.
من أصعب وأقسى الأمور في السياسة الدولية الآن أن يضبطك الرأي العام متلبساً بالكذب بالأدلة والبراهين، بالصوت والصورة بالخبر والوثائق.
يصعب أن يختبئ الإنسان الآن من وسائل الإعلام المختلفة، وأن يصنع لنفسه قلعة حصينة لمنع أي تسريبات عما يفعل.
وتزداد الأزمة تعقيداً حينما تتجنى وسائل الإعلام الساعية للإثارة من خلال اختلاق أكاذيب أو ترديد شائعات ليس لها أي نصيب من الصحة.
من هنا تصبح مسألة المكاشفة والشفافية وتوفير المعلومات الصحيحة مسألة ضرورية.
ويبقى الأهم هو أن نفعل ما نقول ونقول ما نفعل!