عماد حمدي.. الزواج والطلاق

كان محمد عماد الدين حمدي الشهير بعماد حمدي، والمولود في حي شبرا القاهري في 25 نوفمبر 1909، والمتوفى مكتئباً وفاقداً للبصر في 28 يناير 1984، ذات يوم نجماً لا يشق له غبار، بل كان يلقب بفتى الشاشة الأول، ودنجوان السينما المصرية وساحر النساء بسبب وسامته وطوله وأناقته وإجادته أداء الأدوار الرومانسية. وهناك من شبهه بالممثل الأمريكي كلارك غيبل. وفي إحدى المرات ذهب إلى نقابة الفنانين بشارع عماد الدين، وهناك التقى بزميلته فتحية شريف، التي كانت وقتها تعمل كممثلة مسرحية ومنولوجست، فأحبها من أول نظرة، وسرعان ما اتفقا على الزواج الذي تم بالفعل في سنة 1945. كانت تلك الزيجة الثانية لحمدي من بعد زواجه الأول من الممثلة والراقصة حورية محمد (1918 ــ 1970)، وأثمر زواجه من فتحية شريف عن ميلاد ابنهما «نادر»، الذي أخبرنا في حوار صحفي مع جريدة اليوم السابع في نوفمبر 2021 أن والده من أم فرنسية تزوجها جده (والد عماد) في باريس سنة 1940 إبان دراسته الهندسة هناك، وكان عمرها آنذاك 16 سنة، بينما كان عمره 40 عاماً، وأن تلك السيدة الفرنسية أنجبت تسعة من الأبناء (5 أولاد و4 بنات).

بعد مرور نحو 8 سنوات على زواجهما، وقع الطلاق بين حمدي وشريف، بعد أن عثرت الأخيرة داخل أحد معاطفه على خطاب غرامي موجه للفنانة شادية. وهكذا تم الاتفاق بين الزوجين على الطلاق، وعلى أن تحتفظ شريف بحق حضانة طفلها نادر. كما اتفقا كتابياً على أن يدفع لها حمدي نفقة شهرية مقدارها 80 جنيهاً. وبالفعل واظب حمدي على دفع النفقة بانتظام لمدة 3 أشهر، ثم امتنع فجأة، الأمر الذي اضطرت معه طليقته إلى اللجوء للقضاء سنة 1956، مطالبة بمبلغ النفقة المقرر مع المتأخرات. وفي المحكمة التي انعقدت للنظر في الموضوع، تحجج حمدي بأن مبلغ النفقة لا يتناسب مع دخله، وطالب في دعوى مضادة بتخفيضه، إلا أن القاضي حكم عليه بالدفع أو الحبس، حيث كان القاضي على علم بأن حمدي يكسب الكثير من المال من وراء أفلامه المتتالية الناجحة، وأن لديه مزرعة تضم 35 من أجود أنواع الخيول، وأنه يقيم بحي الزمالك الفخم في شقة واسعة بها 9 غرف.

بعد طلاقه من فتحية شريف تقرب عماد حمدي من الفنانة شادية أثناء مشاركتهما الفنانين في مشروع «قطار الرحمة» لجمع التبرعات، ثم أثناء عملهما معاً في فيلمي «شاطئ الذكريات» و«أقوى من الحب» للمخرج عزالدين ذوالفقار، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى زواجهما الذي لم يستمر أكثر من عامين وانتهى بالانفصال بسبب قيام عماد حمدي بصفع شادية على وجهها ذات مرة على مرأى من الناس في أوبرج الأهرام، بعد أن فقد أعصابه لأمور تافهة، وقيل أيضاً بسبب صداقتها للموسيقار فريد الأطرش الذي كانت تصور معه آنذاك فيلم «ودعت حبك» للمخرج يوسف شاهين. وقد رضخت شادية لكافة شروط حمدي من أجل أن يطلقها، ومن بينها تنازلها عن مؤخر الصداق البالغ ألفي جنيه، ومغادرة عش الزوجية دون هداياها.

أما زواج حمدي الرابع فقد كان في سنة 1961 من الممثلة الشابة نادية الجندي بعد أن جمعهما معاً فيلم «زوجة من الشارع» للمخرج حسن الإمام. وقتها حظي الخبر باهتمام الصحافة الفنية والوسط الفني نظراً لفارق السن الكبير بين الزوجين (37 عاماً). وعلى الرغم من ذلك الفارق استمرت الزيجة لمدة 13 عاماً، أنجبت الجندي خلال عامها الأول لعماد حمدي ابنهما هشام.

شعر حمدي بعد هذه الزيجة بالراحة والاستقرار وتجدد النشاط، فقرر مكافأة شريكة حياته بدخول مجال الإنتاج ــ على الرغم من مخاوفه من الخسارة ومن الضرائب والدخول في إشكالات مع الدولة ــ وذلك لكي ينتج لها فيلماً تقوم فيه بدور البطولة المطلقة فتتحول إلى نجمة سينمائية كبيرة. وهذا ما حدث بالفعل بعد أن وضع حمدي تحويشة عمره في إنتاج فيلم «بمبه كشر» سنة 1974 من إخراج حسن الإمام. لكن سنة 1974 شهد أيضاً طلاقهما بسبب غيرة حمدي الشديدة على الجندي، والناجمة عن تقدمه في السن وتمتع زوجته بالجمال والنشاط والحيوية. وبعد انفصالهما عاش حمدي وحيداً يتجرع حسراته ويئن من أمراض الشيخوخة وفقدان البصر، بينما تزوجت الجندي من محمد مختار الذي كان يعمل آنذاك في السلك الدبلوماسي، قبل أن يدخل مجال الإنتاج وينتج للجندي أفلام «الباطنية»، و«وكالة البلح»، لينتهي زواجهما بالانفصال بعد 20 عاماً.