المعلومات الصحيحة قوة نافعة، لكن المعلومات الصحيحة في اليد الخطأ سلاح مدمر. في هذه المقالة، نسلط الضوء على المخاوف المتعلقة بخصوصية وأمن البيانات، بعد أن كنا قد تطرقنا في المقالتين السابقتين إلى المخاطر المتعلقة بالتحيز وغياب الشفافية واستيلاء الذكاء الاصطناعي على وظائف البشر «المعلمين مثالاً».
مما لا شك فيه أن دمج الذكاء الاصطناعي في مهمات ووظائف المؤسسات التعليمية يحتاج إلى دراسة متأنية لخصوصية وأمن البيانات، فمن المعروف أن مؤسسات التعليم ستصبح لديها مستودعات بيانات ومعلومات هائلة تخص الطلاب وسواهم من المعنيين بعملية التعليم.
وهذا ما سيجعل هذه المؤسسات التعليمية هدفاً رئيسياً للهجمات الإلكترونية، ما يعني ضرورة الانتباه إلى هذه المخاطر واتخاذ كافة الاحتياطات والتدابير الوقائية لحماية هذه البيانات.
نظراً لأن أنظمة الذكاء الاصطناعي تجمع بيانات الطلاب وتحللها لتخصيص تجارب التعلم، فإن احتمال حدوث انتهاكات للبيانات وإساءة استخدامها يصبح مصدر قلق كبير. ويمكن لقراصنة البيانات والمعلومات استغلال نقاط الضعف في أنظمة الذكاء الاصطناعي للوصول غير المصرح به إلى مستودعات البيانات، مما يؤدي إلى سرقة بيانات الهوية وانتهاكات الخصوصية وعواقب ضارة أخرى.
ومن المؤكد أنه لا بد من التشديد على أهمية اتخاذ تدابير قوية للأمن السيبراني لحماية بيانات الطلاب وضمان استخدامها الأخلاقي والمسؤول. ويتضمن ذلك تشفير المعلومات الحساسة وتحديث البرامج والأنظمة بانتظام لتدارك ومعالجة نقاط الضعف في شبكات تخزين هذه البيانات.
علاوة على ذلك، تحتاج المؤسسات التعليمية إلى وضع سياسات وإجراءات واضحة فيما يتعلق بجمع بيانات الطلاب وتخزينها واستخدامها في الأنظمة التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي، ويجب أن تعطي هذه السياسات الأولوية لحماية البيانات عند جمع البيانات اللازمة فقط للغرض التعليمي المحدد وضمان الاستغناء عما سوى ذلك من بيانات.
وبناء على ما تقدم، فإن الشفافية ضرورية في هذا المجال، بحيث يمكن إعداد نماذج تركز على حق الطلاب وأولياء الأمور في كيفية استخدام البيانات المتعلقة بها، والتدابير المتخذة لحماية خصوصية هذه البيانات، ويجب على مؤسسات التعليم الإبلاغ بوضوح عن سياسات خصوصية البيانات الخاصة بها وتوفير الفرص للمعنيين بالعملية التعليمية لطرح الأسئلة ومعالجة المخاوف.
من هنا يتضح أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يتطلب تدابير ناجعة في مجال الأمن السيبراني لحماية بيانات الطلاب وضمان استخدامها الأخلاقي والمسؤول. ويجب على المؤسسات التعليمية إعطاء الأولوية لحماية خصوصية الطلاب في ضوء الاعتماد المتزايد على إمكانيات الذكاء الاصطناعي في مهمات التعليم.