الغزو البري الإسرائيلي للحدود الرسمية اللبنانية يتم تحت شعار يقول: «إنها عملية محدودة ومؤقتة».
بالطبع هنا يكون التساؤل: «محدودة» جغرافياً بأي عمق جغرافي؟ و«مؤقتة» بأي مدى زمني؟
هل هي «محدودة» بــ 7 أم 20 أم 50 كم، أم يستمر التوغل حتى مشارف بيروت؟
وهل هي «مؤقتة» لأيام أو أسابيع، أم أشهر أم سنوات كما هو حصار غزة، أم يتحول المؤقت إلى «مؤقت أبدي»؟
هناك، مهما اتفقنا أو اختلفنا في الرؤى والمواقف، عدة حقائق:
الأولى: إن الاتفاق رقم 1701 في نصه وروحه كما هو مكتوب، لا يشمل ولا يذكر «حزب الله»؛ لأنه اتفاق أممي بين الدولة اللبنانية والدولة العبرية برعاية دولية وبإشراف قوات طوارئ أممية.
الثانية: إن إسرائيل رغم كل ما لديها من وسائل تجسس صناعية وسيبرانية وعملاء، بعيدة عن ميدان العمليات في الجنوب الذي تركته منذ 2006؛ لذلك هي قبل تحديد حجم وشكل وزمن عملياتها في الجنوب بحاجة إلى استكشاف 3 أمور:
- حجم وشكل تمركز قوات الرضوان «النخبة» في الجنوب.
- حجم ومواقع صواريخ «حزب الله».
- شكل البيئة الحاضنة لقوات الحزب في المنطقة، والتغيرات في العمران والجغرافيا والطرق والأنفاق في هذه المنطقة.
بناء على ما سبق فإن تقدم الفرقة 98، والتي يبلغ عددها ما لا يقل عن 20 ألف ضابط وجندي مدعومين بقوات خاصة ومظليين لديهم خبرة قتال مدن وشوارع في حرب غزة الأخيرة، سيكون مبنياً ومعتمداً على ما سيتم استكشافه في هذه العملية.
إذا كان الاستكشاف مغرياً، بمعنى أنه سيؤدي إلى اكتشاف الضعف القتالي لـ«حزب الله»، وإذا كان صعباً مؤلماً يحمل خسائر ثقيلة لا يتحملها، فإنه سوف يبني قراره بالبقاء أو الرحيل بناء على المرحلة الأولى الحالية من هذا الغزو البري.