«علم الإمارات رمز وحدتنا ومنعتنا وقوتنا سيظل شامخاً عالياً نستمد منه قيم التضحية والبناء والعمل» بهذه الكلمات وصف علم دولة الإمارات العربية المتحدة وعبر عن رمزيته صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه.

نحتفل في بداية شهر نوفمبر كما نفعل في كل عام، برمز عظيم يرتفع بشموخ ويرفرف عالياً كأنه يرسل للعالم أجمع قيم الإمارات الإنسانية، وكأن لسان حاله يقول إن أردت فعلت وإن عزمت أنجزت وإن أخلصت وُفقت، هنا أقصد رمزنا العظيم علم دولة الإمارات العربية المتحدة الشامخ.

نحن نعرف القيمة والرمزية المعنوية للعلم، وأنه رمز للعزة والكرامة، كما أنه يحمل دلالات ومعاني تعبر عن الولاء والانتماء للوطن، بل إن كل أبناء الوطن المخلصين يقدمون أرواحهم ودماءهم لبقاء العلم عالياً شامخاً.

كما أن يوم العلم الإماراتي يوم لتجديد الولاء للقيادة والتعبير عن حب الوطن والانتماء له، والاحتفال وسرد قصص وذكر جهود وأعمال أول من رفع علمنا ورمزنا في الثاني من ديسمبر عام 1971 والدنا المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وإخوانه المؤسسون، رحمهم الله.

يقدم أبناء الإمارات والمقيمون على أرضها هذه الأيام نموذجاً وصورة جميلة مليئة بالمعاني والعبر والقصص، فلا تكاد تمر على منزل إلا وترى علم دولة الإمارات يرفرف عالياً خفاقاً على سارية تقف بفخر ترى فيها شموخاً وعزة، كأن لسان حالها يقول:

انظروا من على قمتي، أو ترى واجهة مبنى زينها العلم كأنه وسام فخر وشجاعة على صدر وفيء مخلص شجاع، هذه الأفعال رغم بساطتها عظيمة برمزيتها فهي تؤكد على حب المواطنين والمقيمين وولائهم وانتمائهم للإمارات وقيادتها.

إلا أن لعلم دولة الإمارات إضافة إلى تلك الرمزية والقيمة والدلالة، له قصة أخرى وهكذا هي دولة الإمارات دائماً مختلفة ومتميزة عن الآخرين، فعلم دولة الإمارات أصبح عند رؤية الناس له في أي مكان في العالم مصدر إلهام وحافزاً لتحقيق المستحيلات والتغلب على الصعاب، فقد قدمت دولة الإمارات تجربة عملية ودروساً وعبراً للكل قادة وحكومات وأفراداً.

علم دولة الإمارات يقول للقادة والحكومات إن الاتفاق ممكن والتعاون مفيد بل الكل مستفيد، علم الإمارات يمثل التجربة العربية الاتحادية الناجحة، فمن يقول أو يتبنى فرضية «أن العرب لا يمكن أن يتحدوا» فدولة الإمارات أثبتت خطأ تلك الفرضية، ونجاح اتحاد دولة الإمارات ونجاح نموذجها التنموي ودورها الدولي الفاعل خير دليل على عدم صدق تلك الفرضية.

عندما أرى الجميع رافعين علم دولة الإمارات فرحاً وفخراً يتأكد لي أهمية تبني وتعزيز القيم الإنسانية، فنجاح الإمارات مرتبط بالكثير من القيم منها حب الخير والتعاون فنجح اتحادها، طبعاً بفضل الله أولاً وعمل وجهود القادة أصحاب الرؤية السديدة ثانياً.

حرصت دولة الإمارات على تبني وتعزيز قيم الإنسانية مثل قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر، وهذا ما شجع كل البشر من كافة دول العالم وباختلاف دياناتهم وأعراقهم وألوانهم ومعتقداتهم للسفر وقطع الآلاف من الكيلومترات للعمل والعيش في دولة الإمارات «الإنسانية» التي ضمنت لهم العيش الكريم والاستقرار النفسي والاجتماعي والأمن والكرامة.

من جهتي أجزم أن جميع مناسباتنا الوطنية ومنها يوم العلم الإماراتي يتفاعل فيها المواطنون وجميع المقيمين بكل فئاتهم، وهذا يدل على حبهم وتعلقهم بهذه الدولة العظيمة التي وفرت لهم سبل العيش الكريم والبيئة والمكانة التي يحلمون فيها ويستحقونها، لذا نجد في كلماتهم ومشاعرهم الفخر والاعتزاز والفرح بإنجازات وتجارب دولة الإمارات وتاريخها العريق.

هذه الصورة الجميلة المتميزة لدولة الإمارات تجعل الكثير ممن هم بعيدون عن التجربة الإماراتية أو لا يدركونها ولم يكونوا جزءاً منها أن يطرحوا ويثيروا عدداً من التساؤلات، ولهم الحق في ذلك، منها ما هو سر حب كل من يزور أو يقيم في دولة الإمارات لها؟ هناك العديد من الأسباب أذكر منها سبباً واحداً فقط ألا وهو أن الإنسان أولوية لدى القيادة الإماراتية وقيمته عظيمة لديها.

كاتب ومحلل سياسي