ماذا لو.. تواجدنا في قلب الحدث؟

تخيل معي أنك تشاهد فيلماً يدور عن معركة شرسة بين فريقين، قائد الفريق الأول يقود حزبه من أرض المعركة ويوجه جنوده يمنة ويسرة ليس بناء على استراتيجية الحرب المتفق عليها فقط وإنما بناء على المستجدات في ساحة القتال.

أما القائد الثاني فهو يدير فريقه من أعلى شرفة في برجه العاجي المقابل لساحة المعركة. من وجهة نظرك أي الفريقين لديه نسبة أعلى لتحقيق الانتصار بناء على المعطيات السابقة وعلى فرضية أن الفريقين لديهما نفس مقومات الاستعداد للحرب؟ هذا التساؤل دائماً ما يطرح في علم الإدارة ويمكن صياغته في مصطلح «الإدارة من فوق مقابل الإدارة من موقع الحدث».

بعض المديرين والفرق الإدارية تكتفي بإعطاء التعليمات من وراء زجاج برجها العاجي، فعندما ترفع لهم المشكلة، يكتفون بالجلوس في مكاتبهم وإعطاء أوامرهم من وراء حجب، بعكس مديرين آخرين أكثر تفاعلاً وإيجابية ودائماً ما يتواجدون مع فرق عملهم في مواقع العمل والإنتاج.

غالباً ما تكون الفرق الإدارية التي تشرف من أبراجها العاجية منفصلة عن الواقع وتطلق أحكامها بناء على تصورات ذهنية لا تمت للواقع بصلة. الإدارة من موقع الحدث دائماً ما تعطي ميزة لبناء علاقة حقيقية مع المؤسسة والعملاء وفرق العمل.

عندما تكون قائداً لفريق تأكد بأنك تتابع الأمور من الميدان، فهذا لا يساعد على حل المشكلات بشكل واقعي فقط، وإنما يسهم في رفع معنويات الفريق. وكقائد عليك التأكد دائماً بأنك تسهم في حل جذر المشكلة لا أعراضها. ماذا لو أدركنا بأن معالجة الأعراض فقط وليس السبب يؤدي إلى عودة المشكلة مراراً وتكراراً؟ ماذا لو كنا أكثر حرصاً كقادة على تفقد مواقع العمل بأنفسنا؟