جائزة رأس الخيمة للقرآن ميدان تميز

دولة الإمارات منارة مشرقة للمواهب والإبداعات، حيث توفر بيئات تنافسية خلاقة لاستقطاب الموهوبين من مختلف شرائح المجتمع، من الصغار والكبار، والذكور والإناث، وتتيح لهم فرص التنافس في مختلف الميادين والمجالات، ليبرزوا مواهبهم وإبداعاتهم، وذلك في إطار رؤيتها المتميزة في بناء الإنسان وتنميته، باعتباره العنصر الأساس في نهضة المجتمع، وتنمية الوطن وازدهاره.

ولذلك تزخر دولة الإمارات بالعديد من الجوائز والمسابقات، المحلية والعالمية، التي تستقطب المبدعين، وتفتح أمامهم أبواب التنافس، ليشقوا طريقهم إلى التميز والفوز والتتويج، ليكون ذلك تكريماً لهم على تميزهم، وحافزاً لهم على المزيد من الارتقاء، وتشجيعاً لغيرهم على أن يخطو خطوهم في الإبداع والتألق.

ومن هذه المسابقات والجوائز الرائدة في مجال حفظ القرآن الكريم وترتيله، وترسيخ قيمه السمحة، والثقافة الإيجابية، جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم، التي تطلقها مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه كل عام، وها هي تطل هذا العام في دورتها الثالثة والعشرين، في حلة جديدة بهية، تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم رأس الخيمة، حفظه الله، وتشتمل على باقة متميزة من المسابقات التي تناسب جميع الشرائح على اختلاف جنسياتهم وأعمارهم، فما أجمل أن نبادر إلى المشاركة في مثل هذه المسابقات، التي نختبر فيها مهاراتنا، ونتنافس مع أبناء مجتمعنا في حفظ القرآن الكريم وحسن ترتيله، لننال الأجر العظيم من الله تعالى، ونكون من الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».

إن هذه الجائزة القرآنية المباركة، ميدان عظيم للتنافس والتميز، وخاصة لحفّاظ القرآن الكريم، ابتداءً بمن يحفظ جزءاً واحداً، وانتهاء بمن ختم القرآن الكريم كاملاً، وقد حرصت الجائزة على تنويع مساراتها، لتشمل مختلف الشرائح، وتكون ميداناً رحباً واسعا للمتنافسين، فبالإضافة إلى المسابقة العامة للقرآن الكريم، هناك المسابقة النسائية، ومسابقة كبار المواطنين، ومسابقات مخصصة لأئمة ومؤذني المساجد، وأصحاب الهمم، ونزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية، والمسلمين الجدد، كما أضافت الجائزة في دورتها الحالية مسابقة جديدة، مخصصة لطلاب المدارس في إمارة رأس الخيمة، وهي مسابقة مواهب الوطن، كل ذلك في إطار مواكبة رؤية القيادة الحكيمة في العناية بالإنسان، وبالأخص فئة الناشئة والشباب، باعتبارهم زهرة الوطن وعماده، والسعي لتنمية مواهبهم في حفظ القرآن الكريم وترتيله، والاهتداء بهديه السمح المستنير، ليكونوا جيلاً إيمانياً راقياً معطاءً، يسعى لخير أسرته ومجتمعه ووطنه، بما يحمله في صدره من آيات قرآنية مباركة، تحثه على كل خير وفضيلة ورقي.

ومما تتميز به جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريمة كذلك، مسابقة مزامير آل داود، التي تستقطب أجمل الأصوات العذبة على مستوى الدولة، وتتضمن ترتيل آيات مختارة عن المحبة والتواصل، وذلك انطلاقاً من نهج القيادة الحكيمة في ترسيخ قيم التسامح والتعايش والتواصل الإنساني والتعاون الحضاري، هذه القيم الحضارية الراقية، التي يحث عليها القرآن الكريم، كما قال تبارك وتعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.

ومن الباقات التنافسية في الجائزة كذلك، مسابقة الحديث الشريف والسنة النبوية، التي يجد فيها المشارك مجموعة من الأحاديث المباركة التي تحثه على القيم الشرعية والوطنية والاجتماعية والأخلاقية الراقية، فيتعلم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته الشريفة، أبهى القيم والأخلاق، وأرقى الصفات في تعامله مع ربه ومولاه، وتعامله مع الناس أجمعين، وخاتمة مسابقات الجائزة المسابقة الدولية «ومضات من الإمارات»، التي تتضمن عشرين سؤالاً متنوعاً، وتهدف إلى إبراز إنجازات الدولة، والتعريف بماضيها وحاضرها، ويتحلى المشارك فيها بمهارات البحث والاجتهاد المعرفي، للوصول إلى الإجابات الصحيحة.

إن جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم، منارة تنافسية ساطعة، تفتح أبوابها لمختلف الشرائح، وها هي الجائزة في دورتها الحالية، تتألق بمشاركيها من مختلف الجنسيات والأعمار، ونحث الجميع على المشاركة فيها، وخوض سباق التنافس في ميادينها، ليظفروا بالجوائز القيمة، ويعتلوا منصات التتويج، معتزين بفوزهم وتألقهم، مستبشرين بعظيم ثوابهم عند الله تعالى.