يقول نابليون بونابرت «إن الحرب تبدأ برصاصة واحدة وتنتهي بألف قذيفة مدفعية ثقيلة»!
وكما قيل في حكم وأمثال العرب القدماء «أكبر النيران تشتعل من مستصغر الشرر».
وفي حالة القتال الدموي الدائر الآن في فلسطين ولبنان، فإن الخلاف عميق، والقذائف توزن بالأطنان، والسماوات ملبدة بقاذفات القنابل، والطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
هكذا نعيش هذه الأيام في عصر السلاح شديد التقدم، والفكر السياسي شديد الصلف، والضمير الإنساني منزوع المبادئ!
وفي حالة الصراع الدائر الآن في جنوب لبنان، يبدو أنه خارج السيطرة، غير محسوب النتائج، وغير محدد الأهداف.
الحوار بالنار لن يؤدي إلى تسوية بالمبادئ!
«الحوار بالنار» هذه المرة يدور بين أطراف تبيح لنفسها النصر الكامل والنهائي وتتمنى لعدوها الهزيمة الكاملة والنهائية.
الفوز المطلق، والهزيمة المطلقة، هدفان يصعب أن يتحققا في ظل موازين القوى الحالية، فلا إيران سوف تختفي من الخارطة ولا إسرائيل سوف يتم إلقاؤها في البحر المتوسط.
من هنا يجد العقلاء والحكماء أن سعي أي طرف في هذا الصراع إلى إحداث هزيمة صفرية نهائية هو نوع من العبث وإهدار للدماء والأموال والأرواح بلا طائل.
من الممكن أن يضعف أحد الأطراف عدوه، لكنه – حكماً – لن يقضي عليه بالضربة القاضية. الحوار بالنار لن يؤدي إلى تقريب مسافة التفاوض، ولكن حوار العقلاء يمكن جداً.