مع بداية شهر ديسمبر الجاري، قرأت تقريراً مطولاً عن قصة اتحاد الإمارات ولكن من جانب جديد من قبل أحد المؤرخين البريطانيين، وذكر كيف أجحف بعض المؤرخين الغربيين دور الشيخ زايد مؤسس الدولة، طيب الله ثراه، في بناء الاتحاد، ثم فنّد هذا الإجحاف عبر الوثائق البريطانية نفسها.التقيت في الفترة ذاتها من هذا الشهر صديقاً لي متخصصاً في تاريخ الهوية الوطنية الإماراتية، وذكر لي قصصاً لم تذكر مسبقاً عن الشيخ زايد وعن صبره المثابر وحكمته من أجل إرساء هذه الدولة رغم كافة التحديات الجيوسياسية.

إحدى مقولات الشيخ زايد غير المنتشرة عنه للمقيم البريطاني في نوفمبر 1971 قبل الاتحاد بأسابيع يقول فيها: «الصبر والكرم ليسا من الأمور التي يخجل منها المرء»، وقيلت هذه المقولة عندما تفاجأ المقيم البريطاني جيمس آرثر من كمية الجهود الحكيمة التي اتخذت من قبل الشيخ زايد من أجل بناء الوطن.

«البيت المتوحد» الإماراتي كان هماً أول للشيخ زايد، وهذه العبارة عنوان شهير لتصريح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قبل ما يقارب 10 سنوات من الآن، عندما اشتعلت المنطقة بتظاهرات لم تكشف سوأتها للعالم إلا في ما بعد. وما أشبه اليوم بالأمس، فالتحديات رغم اختلافها ستظل تطل على منطقتنا. فنموذج اتحاد الإمارات كان يواجه تحديات عديدة في ذلك الزمن الذي تكاثرت فيه شعارات للوحدة في العالم العربي، ولم تستمر أي جهود وحدوية في العالم العربي قامت على التفاهم والتحاور، كما استمرت تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة برحمة من الله، ثم بحكمة قيادات الدولة سلفاً وخلفاً.

سيظل الشيخ زايد نبراساً وقدوةً للعرب والعالم الإسلامي، وسيبقى الشيخ زايد حكيماً للعرب يلهم القيادات بمواقفه التي خدمت قضايا العرب منذ بداية الاتحاد. وتستمر حكمة الشيخ زايد في أبنائه قيادات الدولة ليكملوا المسيرة على مسار التنمية والتقدم والاتحاد.