فاجأني عندما قال لي عمر، وهو شاب من خارج دولة الإمارات: «لم أعد أنبهر بالتميز لديكم»، صَمَتُّ قليلاً! أفكر في ما التهمة التي سيسوقها عليّ، فقلت له حتى أتأكد: «ما الذي تقصده؟»، فقال لي: «لقد تعودت على أن أرى الإمارات تحتل المراتب الأولى في كثير من التقارير الدولية الدورية، وأغلب المؤشرات العالمية التنموية، فلهذا لم يعد احتلال الإمارات المراكز الأولى على مستوى المنطقة شيئاً مفاجئاً لي».
الإبهار المتكرر لإنجازات دولة الإمارات نتيجة عمل على ملفات متعددة، ومنها أحد الملفات القريبة إلى قلوب كثير من صناع القرار في الدولة، وهو ملف التنافسية، بقيادة الرؤية المستقبلية والعالمية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
ولمن لا يعلم، فحسب المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، فمؤشرات التنافسية العالمية تقيس: «كفاءة الدولة في تحقيق الازدهار طويل المدى المتوازن بين الإنتاجية وجودة الحياة»، بمعنى آخر التنافسية لا تركز فقط على حجم الاقتصاد والناتج القومي أو الجانب الاقتصادي فقط، بل تقيس كذلك جوانب متعددة اجتماعية وبيئية ومعنوية ونفسية.
التحدي الجديد الذي يدعو للتساؤل: ما الأمور الجديدة، التي من شأنها أن تبهر المتابعين لأخبار دولة الإمارات في ملف التنافسية؟ ما الطريقة الجديدة المبتكرة والرؤية الإدارية الشجاعة، والتي من شأنها أن تفاجئ وتبهر المهتمين بملف التنافسية في داخل الدولة وخارجها؟ هذه أسئلة توسع المدارك للتعامل مع الموضوع برؤية المستقبل البعيد،
ولكني في نهاية الحديث مع عمر سألته: «ما الذي قد يبهرك في المستقبل القريب عن الإمارات؟»، فاقترح مشروعاً أسميناه: «حكاية الإمارات» وهو مشروع يخرج من المجتمع ليحكي قصة تميز الإمارات، ولكن من جانب مختلف عن المعتاد، وقريباً سيرى النور للحديث عنه.