في عام 2010 درست مادة «العلاقات الدولية» في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وأتذكر جملة لا أنساها قيلت في إحدى المحاضرات: الأمن القومي هو المحصلة النهائية لكثير مما يقوم به متخذ القرار في أي دولة، ومن المهام الرئيسية للقائد هي حفظ واستقرار الأمن القومي والوطني لدولته.
لم نعِ عمق هذه الجملة إلا بعد سنين من رؤية التقلبات التي تحدث في العالم ككل والعالم العربي وبشكل متكرر. ومثل أي طالب معرفة حقيقي لا تترسخ المعلومات التي يدرسها إلا بعدما يختبر معارفه خارج مقاعد الدراسة وعلى أرض الواقع.
تخيل الوطن مثل بناء منزل العمر، كلما كانت أساسات المنزل أقوى كلما استطعت العمران أكثر وأكثر وكما تطمح. أساسات الوطن تبدأ بعدة أمور من أهمها: تعزيز الأمن القومي. وعلى أساس الأمن يبنى الوطن، ومن غيره يصبح الأساس ضعيفاً ولا يتحمل أي بناء.
هذا الأساس هو المكتسب الرئيسي الذي تقوم عليه المجتمعات والمنظمات والدول. وبعض الدول ما زالت تصارع من أجل تحقيق مكتسب الأمن والذي بدونه يتم تهديد وجود الدولة.
وأما الدول الطموحة يكون همها البناء على مكتسب الأمن لتحقيق مكتسبات أخرى تعود بالنفع العام على كافة أطياف المجتمع، والطموح كان أساس رؤية وقيم القيادة منذ بداية الاتحاد وحتى يومنا هذا.
وفي السنين الماضية، لم تقف دولة الإمارات العربية المتحدة عند مصلحة أمنها القومي فقط، بل بنت على مكتسبات الأمن القومي لتحقق الازدهار والتنمية الاقتصادية الشاملة، لتصل لأهدافها المنشودة في توفير السعادة للمواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة.