كل من قرأ قليلاً في علم النفس سيقرأ عن أشهر النماذج في علم النفس، هرم إبراهام ماسلوا للاحتياجات النفسية للفرد. ماسلوا يحدد احتياجات الفرد على شكل هرم يبدأ من الأسفل إلى الأعلى. فيبدأ من الأولى إلى الأقل أولوية ورسالته في هذا الهرم: إن عليك تحقيق الاكتفاء من الاحتياج الأولي قبل الطلوع إلى الاحتياج الأقل أولوية.
والاحتياجات الـ 5 مرتبة حسب الأولوية هي كالتالي: الاحتياجات الجسدية الأساسية من مأكل ومسكن، الاحتياجات للشعور بالأمان النفسي والصحي والأسري، الاحتياجات الاجتماعية والشعور بالانتماء عبر الأصدقاء والزواج، الحاجة للتقدير والاحترام والثقة بالذات، الحاجة لتحقيق الإنجاز المتميز وتحقيق الذات عبر الوصول إلى أعلى ممكنات الفرد.
هذا الهرم تم استخدامه في نواحٍ متعددة من الحياة وعلى سبيل المثال: التسويق في تحليل السوق المستهدف، الإدارة في سلوك المنظمات، التقنية في بناء المنتجات.
ما يهمنا في هذا المقال هو تحديد جانب غير مطروق دوماً في استخدام هذا الهرم وجانب بناء المجتمعات والدول. بالإمكان الاستفادة من هرم ماسلوا في تحديد أين وصلت إدارة الدولة في هذا الهرم؟ وكلما استطاعت الدولة تحقيق الاكتفاء في هموم مجتمعها من الاحتياج الأولى ومن ثم الارتقاء بهموم مجتمعها إلى أرقى المستويات من التميز والابتكار وتحقيق الذات كانت الدولة أقرب إلى الارتقاء بالنفس الإنسانية.
وتستطيع معرفة إلى أي المستويات وصلت هذه الدولة عبر الاستماع إلى خطابات القيادة. فإن كان همهم المتكرر هو المأكل أو الأمان، فهم لم يحققوا الكثير لشعوبهم بعد. أما إن كانت الخطابات طموحة نحو المستقبل والتميز والابتكار والإنجاز فاعلم أن هذه القيادة «نعمة ومنارة تشع أملاً لسكان المنطقة التي تعيش فيها».