ماذا لو

زرعنا أشجاراً من الأفكار؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرة هي الدورات التدريبية والكتب التي تُعنى بمهارات العصف الذهني وطرق توليد الأفكار الإبداعية.

المشكلة لا تكمن في قلة إنتاج الأفكار الإبداعية بعد عملية العصف الذهني، وإنما في القدرة على التحلي بالجرأة والشجاعة لطرح الأفكار على طاولة دائرية بين فريق العمل أو في قاعات مليئة بالحضور.

لست أملك إحصائية أو دراسة للمقارنة بين نسبة الذين تدربوا على طرق التفكير الإبداعي مقارنة بالذين يطرحون أفكارهم الإبداعية ويضعونها على الطاولة وفي محل التنفيذ، ولكن بإلقاء نظرة خاطفة وسريعة على كثير من فرق العمل أو على المجموعات التي يطلب منها رأي أعضاء الفريق، نكاد نرى عدداً قليلاً من الأشخاص الذين يمتلكون القدرة على طرح أفكارهم أمام الآخرين بكل أريحية، خصوصاً الأفكار الجديدة والمختلفة عن المألوف أو غير المتعارف عليها.

قد يُعزى ذلك بسبب خوفهم من رفض أفكارهم من جهة أو ظناً منهم أن أفكارهم المقترحة ليست ذات أهمية أو قد تكون غير قابلة للتنفيذ.

من أبرز المعيقات التي تقيّد الكثير من الأشخاص عن طرح أفكارهم أمام الملأ، أن الفكرة يجب أن تكون مثالية وناضجة حتى تبهر الآخرين ليستحسنوها.

بالمقابل ما يميّز المبدعين والقادرين على طرح أفكارهم عن غيرهم ليس كمال أفكارهم، وإنما قدرتهم على التحلي برباطة الجأش والعزيمة على طرح أفكارهم ولو كانت في بدايتها أو حتى ولو كانت تملؤها الكثير من الشوائب.

في النهاية، الأفكار كالبذور الصغيرة، تحتاج أن تزرع في أرض خصبة لتتحول من بذرة صغيرة إلى شجرة كبيرة يفيء ظلها وتعم فائدتها على الجميع.

ماذا لو كنا أكثر جرأة بتقديم بذرة الفكرة ومن ثم طلبنا من الآخرين المساعدة على تطويرها؟ ماذا لو توقفنا عن التخيلات السلبية وما يظنه الآخرون عن أفكارنا؟ ماذا لو أدركنا أن طرح الفكرة وتصحيحها أو وجعلها تتطور وتنضج مع الوقت، خير من ألا نطرح أي شيء؟

 

Email