أحد أهم الإنجازات والاكتشافات، التي صنعها الإنسان على مر العصور اختراع البوصلة.

هي أداة مهمة في تحديد الاتجاهات للمكتشفين والمغامرين، عبر التاريخ براً وبحراً وجواً.

في الملاحة على سبيل المثال تعتبر البوصلة من أهم الأدوات، التي تساعد الملاحين على الإبحار في الاتجاه الصحيح، والتقليل من نسبة الابتعاد عن الوجهة المراد الوصول إليها.

لولا البوصلة لما استطاع أشهر الملاحين، الذين عرفناهم في التاريخ الوصول إلى وجهاتهم.

لولا هذه الأداة العظيمة لما استطاع ماجلان الطواف حول العالم، ولما تمكن كريستوف كولومبس من اكتشاف الأمريكتين، ولما رسم أحمد بن ماجد خرائطه، وطور من الأداة نفسها.

تحديد القيم في حياة الإنسان هو تماماً بأهمية البوصلة في حياة الملاح والمكتشف والمغامر، فالقيمة هي مجموعة مركبة من المشاعر والأفكار نحتفظ بها لا شعورياً تحدد سلوكنا ومسارنا في الحياة.

من المهم أن يقف الإنسان وقفه جادة مع نفسه، لمعرفة قيمه ومساره في الحياة، والأهداف التي تتماشى مع قيمه واتخاذه أفضل القرارات بناء على أولوياته.

في النهاية قيمنا هي العدسة، التي نرى بها أنفسنا، والنافذة التي نرى من خلالها العالم. كلما عرفنا قيمنا وقمنا بترتيبها بقينا متحمسين في مواجهة أصعب الظروف التي تواجهنا.

من دون شك الأشخاص الناجحون لا يولون أهمية للمعيقات، بقدر ما يركزن على ما يريدون إنجازه، استناداً إلى أولوياتهم وقيمهم، التي اختاروها لأنفسهم، فإذا رسمنا حياتنا في لوحة، فالقيم هي الألوان التي تعطي جمالاً ومعنى حقيقياً للصورة الفنية.

قيمنا لا تساعدنا فقط على اتخاذ أفضل القرارات فحسب، بل اتخاذ الإجراءات الصحيحة والتحرك نحو صناعة حياة مليئة بالحياة وتشبهنا.

ماذا لو أخذنا بعض من الوقت لتحديد ما هي القيم المهمة بالنسبة لنا؟ ماذا لو أدركنا أنه إن لم تكن لنا أهداف واضحة نابعة من قيمنا فسنكون من ضمن أهداف ومخططات الآخرين؟