إحدى أهم المهارات، التي قد نغفل عنها في كثير من الأحيان، مهارة تمرير النقد، والتغذية الراجعة.
تعد طريقة «الساندويتش» من أبسط الطرق، التي من الممكن لأي شخص أن يمارسها عند تمرير النقد أو النصيحة للآخرين. في الخطوة الأولى يبدأ الناقد بذكر المحاسن والملاحظات بكل إيجابية وموضوعية، من أجل خلق أرضية مشتركة، وإشعار الطرف الآخر بالتقدير والأمان.
أما الخطوة الثانية فهي المكان الذي يجب أن يلعب فيه الناقد بحذر وذكاء عند تمريره الملاحظات السلبية أو بتعبير آخر الملاحظات البناءة، من أجل تطوير ما يتم نقده بموضوعية وحيادية.
في الخطوة الثالثة غالباً ما يتم فيها تكرار ما سبق ذكره في الخطوة الأولى، والتأكيد على أن عملية النقد تمت من أجل التطوير والتحسين، وليس من أجل النقد ذاته أو الشخصنة.
كثير من المشكلات وسوء الفهم والسلبية من الممكن تلافيها بالذوق والحيادية في النقد، سواء لأنفسنا في عدم جلدها أو عند تمريرنا النقد للآخرين. بالرغم من بساطة منهجية «الساندويتش»، إلا أنها تسقط منا سهواً في كثير من المواقف الموضوعية والتركيز على الفعل لا الفاعل، التوازن في خطوات السالف ذكرها، والأهم من ذلك طرح الموضوع المراد نقده في الوقت والمكان المناسبين، جميعها أسباب معتبرة لتلطيف الأجواء للناقد، وطرح القبول في قلب المتلقي.
من هذا المنبر أعتذر لكل الذين لم أشاركهم الساندويتش الخاصة بي عند نقدي لهم، وأصفح عن كل الذين لم يشاركوني الساندويتش الخاصة بهم عند نقدهم لي، فأولى خطوات التصحيح تبدأ بالاعتراف بالخطأ، ومن ثم السعي قدر الإمكان لعلاجه.
ماذا لو كنا أكثر لطفاً عند تمرير التغذية الراجعة للآخرين؟ ماذا لو تذكرنا أن ما نراه سيئاً الآن قد يكون جيداً في ظروف أخرى أو لدى آخرين؟ ماذا لو كنا أكثر صدقاً في النقد، وأن يكون تمريره من أجل التحسين، وليس من أجل التشفي أو الاستعلاء أو تصفية حسابات؟