بلا شك فإن المحافظة على عادات صحية جيدة كالروابط الاجتماعية، والغذاء المتوازن، والنشاط البدني من أهم الأسباب المرتبطة بإطالة العمر.

تُعرف اليابان بأنها من الدول التي يتمتع أفرادها بطول متوسط العمر ووجود المعمرين فيها، وهذا لا يعود للسلوكيات الصحية فحسب وإنما لوجود ثقافة الإنجاز ووجود هدف في الحياة ولو كان بسيطاً مع غياب ثقافة التوقف عن العطاء، حتى في العمر المتقدم؛ فالإنجازات المستمرة لا تطيل أعمارنا فحسب وإنما أيضاً هي سبب للاستيقاظ كل صباح للاستمرار في عيش حياة أكثر رفاهية وسعادة كما يراها اليابانيون.

ما هو أجمل من الإنجاز الاحتفال به، فالاحتفال بالإنجاز يمكن أن يعزز ثقة الشخص بنفسه ويدفعه لمزيد من الإنجاز والعطاء. قد يميل بعضهم إلى تفسير الإنجاز بأنه تحقيق منجزات وأهداف عظيمة، ويتغافلون عن الإنجازات اليومية والبسيطة التي بتراكمها تخلق لنا حياة سعيدة.

في خضم الاحتفال بالإنجازات الشخصية، هنالك أشخاص أكثر رقياً وأصحاب ذائقة وهم من يحتفلون بإنجازات الآخرين ويسعدون بها تماماً كما يسعدون بإنجازاتهم الشخصية؛ فالاحتفال بإنجازات الآخرين دلالة على النضج النفسي وتقدير الذات قبل أن تكون تقديراً للآخرين.

في دراسة مطولة أجرتها جامعة هارفرد الأمريكية لأكثر من 70 عاماً، مفادها أن العلاقات الجيدة من أهم مؤشرات الصحة الجيدة والسعادة في الحياة. تكوين علاقات إيجابية والمحافظة عليها، لا يقل أهمية عن تجميع المال والمحافظة عليه، فكلاهما مهم لحياة طيبة.

العلاقات الداعمة لا تساعدنا على الشفاء من الأمراض النفسية فحسب، وإنما أيضاً هي حصن الأمان من الوقوع في شباك الأمراض النفسية، وهي أحد العوامل التي تساعدنا على تكوين أجزاء مختلفة في شخصيتنا من تطوير ذواتنا إلى أفكارنا.

ماذا لو أظهرنا السعادة والاهتمام بإنجازات الآخرين؟ ماذا لو أدركنا أن إظهار التقدير لإنجازات الآخرين عبارة عن نية صالحة تعود علينا بمزيد من النجاحات؟ ماذا لو أدركنا أن الاحتفاء بإنجازات الآخرين رصيد نضعه في صحتنا وعلاقاتنا معهم؟