نُقل عن الفيلسوف اليوناني هرقليطس «أن الشيء الثابت الوحيد في الحياة هو التغيير المستمر».

بالرغم من أننا نعتقد في قرارة أنفسنا بصحة هذه المقولة إلا أننا في الحقيقة قد نقبلها على مضض.

دائماً ما يرَدد أن السبب الرئيسي لانقراض الديناصورات هو عدم قدرتها على التأقلم مع التغيير الذي طرأ على بيئتها المحيطة.

بصراحة لم أبحث جيداً في هذه المعلومة ولا أعرف مدى صحتها فضلاً عن دقتها، ولكن ما أعرفه وأقتنع به أن أي كائن حي بغض النظر كان ديناصوراً أم لا، حتماً سينقرض إذا لم يواكب التغيير في محيطه.

نوكيا وكوداك أمثلة على شركات عملاقة اكتسحت الأسواق لفترات طويلة، ولكنهما لم تستطيعا تبني منهجية التغيير المستمر، مما أدى إلى إفلاسهما وتربع النظراء على عرش الأسواق.

خرجت نوكيا من السباق لأنها تجاهلت التغيير التكنولوجي الذي يعتمد على الهواتف الذكية وشاشات اللمس. وهذا تماماً ما ركزت عليه آبل في منتجاتها الذكية.

من الناحية الأخرى، وقعت كوداك في الفخ وضحية لغياب الاستباقية في تطوير التصوير الرقمي مما أدى إلى سقوطها من القمة.

هناك الكثير من الأمثلة على شركات ومؤسسات وأشخاص لم يعتمدوا التغيير دأباً لهم. يبدو لي أن مواكبة التغيير وصناعته تحتاج إلى ثلاث ركائز أساسية أولها الفكرة الموضوعية والصورة الذهنية الصحيحة عما يجري حولنا، يتبعها وجود العقلية الذكية التي تبحث وتحلل ما يجري من أجل قياس الفجوة بين ما هو موجود وما هو متوقع، وآخرها أخذ القرار الحاسم والقاطع بتنفيذ استراتيجية التغيير بأكثر إبداع وابتكار ممكن.

ماذا لو استخدمنا طريقة التفكير من المستقبل بتخيل كيف يمكن أن يكون المستقبل من أجل العمل على تطوير الإجراءات والعمليات الحالية اللازمة لتحقيق ذلك المستقبل الآن؟ ماذا لو كنا أكثر استباقية، ومنفتحين على الأفكار الجديدة ونتساءل عن كل الاحتمالات التي من شأنها أن تطورنا بدلاً من تكرار أنفسنا ووقوعنا في فخ الرتابة والجمود؟