تعد تجربة المارشملو من أكثر التجارب النفسية شهرة في قياس قدرة الفرد على التضحية بالمتعة الحالية في سبيل الحصول على منافع مستقبلية أكبر.
بدأت دراسة المارشملو في سبعينيات القرن الماضي وتمت إعادتها في أكثر من زمان ومكان وعلى أطفال مختلفين لفهم العلاقة بين المتغيرات ومخرجات الدراسة بشكل أعمق. باختصار تدرس التجربة العلاقة بين قدرة الفرد على تأجيل المتعة ومستوى النجاح والإنجاز الشخصي.
ولأن الدراسة تتبع المنهجية الطولية أي تتبع الأفراد خلال فترة زمنية طويلة نسبياً، لوحظ أن الأطفال الذين لم يستطيعوا مقاومة قطعة مارشملو من أجل الحصول على قطعتين مارشملو لاحقاً، يميلون إلى قلة الصبر ولا يريدون القيام بالعمل الجاد ويبحثون عن دروب مختصرة ونجاحات سريعة عندما أصبحوا في سن الشباب.
بالمقابل الأطفال الذين كانوا أكثر صبراً في الحصول على قطعتي المارشملو بدلاً من واحدة، بعد تتبعهم لسنوات طويلة كانوا أكثر نجاحاً في مجالات الحياة المختلفة ومستعدون لبذل ما يلزم من الجهد لنيل النجاح. تُلمح الدراسة إلى أن أحد أهم أركان النجاح هي القدرة على الصبر وبذل الجهد والتضحية بالمكافآت البسيطة من أجل الحصول على عوائد وجوائز أكبر ولو بعد حين.
المشكلة تكمن في التطرف وعدم التوازن من تأجيل المتعة لفترات طويلة قد تمتد سنوات طويلة أو عمراً بأكمله أو إلغائها تماماً مما يؤدي إلى ضياع أبسط الحقوق أو عدم حصول الشخص على مقابل نظير جهده المبذول. يشير عالم النفس ماسلو في هرمه إلى أن تقدير الإنسان لنفسه أو من قبل الآخرين من الحاجات الإنسانية الرئيسية. بلا شك المكافآت والحوافز والتقدير ولو كانت معنوية مقابل الإنجاز ستزيد من حماسة وإنجاز الأفراد.
ماذا لو كنا أكثر قدرة على الانتظار حتى النهاية للحصول على المكافآت التي نستحق؟ ماذا لو كنا أكثر قدرة على التمييز بين ما يستحق الانتظار وما لا يستحق الانتظار من أجل تقدير ذواتنا بشكل أفضل؟