الحكمة تقتضي ألا تجعل، أبداً، انتقاداتك أهم من الأماكن والأشخاص الذين تحبهم.
شخصياً، أتبنى هذه القناعة لأهميتها. مدينة باريس أثيرة على نفسي، فقد أقمت فيها عامين، طالباً في أحد معاهدها، فخبرت حياتها، وتقلبات مزاجها، وتعرّفت إلى مكتباتها ومسارحها ومفاصلها، ومحطات المترو فيها.
جلت في ضواحيها، ووقفت على ما كان يشغل فيكتور هيجو 1885 - 1802، من هموم في روايته «البؤساء». باريس، كانت منطلقي لزيارات مدن أخرى، خارجها، في جهات فرنسا. تلك العاصمة المتفردة، باريس، أعطتني الكثير.
من هنا، كان حرصي على مشاهدة بعض فقرات من أولمبياد باريس 24 للألعاب الصيفية، كبيراً، وشاملاً لتفاصيل المكان، والأنشطة، والتنظيم.
لأقول: سواء سُرّ المرء لبعض تلك المشاهدات أم لم يُسَر، استنكر بعضها الآخر، أو تمنى لو لم يكن بعضها في البرنامج، فإن تلك المشاهدات تجعلك تستدعي، تلقائياً، مدينتي دبي والدوحة في فعاليتين عالميتين.
فتنجلي الحقيقة كاملة أمامك، لتدرك أن هاتين المدينتين الخليجيتين العربيتين، أتعبتا من يأتي بعدهما في العالم، لينظم فعالية أو نشاطاً ذا صبغة عالمية، مهما كانت طبيعته، طالت فترة إقامته أم قصرت.
الأولى دبي في هذا، حيث نظمت معرض اكسبو دبي 2020، خلال الفترة من 1 أكتوبر 2021 إلى 31 مارس 2022، دامت إقامة العالم ضيفاً عليها، 6 أشهر متتالية، من أجل «تواصل العقول.. وصنع المستقبل». والدوحة هي الثانية، حيث نظمت النسخة الـ 22 من بطولة كأس العالم لكرة القدم للرجال، في الفترة من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر 2022.
ما يعني، أن جديد المفاجآت، في سياق صناعة السياحة خاصّة، وفي غيرها من فعاليات عامّة، مصدرها دول الخليج العربية. وهي تجارب ناجحة، خبراتها معروضة بلا منّة، للعرب كافة أن يأخذوا بها. حينما سمّاها «دبي دانة الدنيا» الشاعر عارف الخاجة، كان محقاً، فهي قد امتهنت صناعة الإبهار، علامة للحيوية والتجدد.