كانت المرأة الإماراتية منذ تأسيس بلادنا وقيامها وحتى يومنا هذا شريكاً ولاعباً رئيسياً في مسيرة التنمية في ظل رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي عملت من أجل المرأة الإماراتية بجهد متوالٍ، وكانت رؤيتها أن يكون العمل منطلقاً من فكر مؤسساتي وليس فردياً، لذلك سعت لإنشاء جمعية نسائية لتشجيعهن ودفعهن ليعملن على تطوير أنفسهن، وليكن حاضرات في مسيرة النهضة، حيث حرصت سموها وبتوجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على إقامة إطار مؤسسي، فأسست أول جمعية نسائية عام 1973، ثم الاتحاد النسائي 1975، والمجلس الأعلى للأمومة 2003، وأطلقت مؤسسة التنمية الأسرية عام 2006، ومن خلال هذه المبادرات أسهمت في تعزيز مكانة المرأة على مختلف المستويات، ومن أبرز هذه المبادرات «الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في الإمارات عام 2002»، كما أطلقت سموها في أغسطس 2023 بالتزامن مع يوم المرأة الإماراتية للعام نفسه السياسة الوطنية لتمكين المرأة في دولة الإمارات «2023 ـ 2031» بناء على قرار مجلس الوزراء وجاءت السياسة ترجمة لرؤية سموها في تحقيق مشاركة المرأة في المجتمع لتقدم إطاراً عاماً ومرجعياً وإرشادياً لمتخذي القرار في مؤسسات الحكومة الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص والمجتمع المدني ضماناً لتعزيز جهود وتمكين المرأة وريادتها في الإمارات.
أستحضر في يوم المرأة الإماراتية كلمات للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، توضح لنا أن كل ما حصل وتحقق للمرأة الإماراتية لم يكن ليتحقق لو لا مثل هذه القيادة الواعية التي ملكت نظرة ثاقبة للمستقبل، حيث قال: إنني أؤمن بدور المرأة في المجتمع، وما يمكن أن تحققه لوطنها. وهذا الإيمان والثقة هي التي يتم ترجمتها اليوم في كل هذا الحراك نحو المستقبل ونحو التطور الذي تصنعه المرأة الإماراتية دون أي تمييز أو عوائق.