في مقال الأسبوع الماضي، قلنا إن الظواهر تدل عليها أعراضها، وذكرنا جملة من الأعراض التي إن توفرت في أي مجتمع، فإنها تولد ظاهرة أمكن توصيفها وتسميتها. والظاهرة التي تحدثنا عنها سابقاً، كانت «السطحية ونقص في الوعي المعرفي». في مقال اليوم نعرض العوامل المجمع عليها، التي من خلالها يمكن معالجة تلك الظاهرة، قبل أن تتجذر وتصبح أكثر تأثيراً وخطورة. ومن جملة العوامل: تشجيع القراءة، وتوفير بيئة تحفز عليها في المنازل والمدارس والمكتبات.
وتنويع مصادر المعلومات والبحث عن الموثوق منها، والتحقق من صحتها قبل نشرها أو مشاركتها. وتنظيم حلقات للنقاش حول قضايا وطنية واجتماعية مختلفة، لتشجيع التفكير والحوار البناء، على أن ينصب التركيز فيها على الموضوع بعيداً عن الشخصنة. ودعم التعليم المستمر والتشجيع عليه مدى الحياة، وتوفير فرص للتعلم عبر دورات التدريب والورش العمليّة.
والحض على استخدام التكنولوجيا بصفتها أداة للتعلم واكتساب المعرفة، لا للهو وقتل الوقت، والتنبه إلى مخاطر الإدمان عليها، واستعمالها بشكل سلبي.
الدعوة المستمرة لحضور مجالس ومنتديات المؤسسات الثقافية، التي عليها أن تجوّد من أنشطتها وبرامجها وتجعلها متنوعة ومشوقة، تثري ذائقة الفرد وخزينه الثقافي والمعرفي، إضافة إلى جعله يتفاعل ويشارك في موضوعات الأنشطة، عبر الاستئناس برأيه واقتراحاته، بين الحين والآخر، عبر نماذج معدّة لـ«المعلومات الراجعة - feed back info»؛ فثمة أكثر من نموذج للاستفادة من جمهور الحضور لتمتين العلاقة بينهم وبين المؤسسات الثقافية، بهدف جعل أنشطتها وبرامجها أكثر حيوية وجاذبة، كنموذج جعل الشخص يعطي تقييمه لبرامج هذه المؤسسات ومدى فاعليتها، وأن يتحدث، في الوقت ذاته، عن تجاربه مع أنشطة وبرامج مماثلة في أماكن ومؤسسات أخرى، كان قد شهدها.
وعلى المؤسسات الثقافية، بما فيها المجلات الثقافية - التي تجهد دائماً لتقديم الأفضل - إدراك أن جعل الثقافة والمعرفة في متناول كل قطاعات المجتمع وفئاته، هو مهمة صعبة في المدن العصرية والحديثة، لكنها ليست مستحيلة.