اختلاف ثقافات الشعوب لا يمنع توحدها

ما جعل رواية «كوخ العم توم» للكاتبة الأمريكية هارييت بيتشر، الصادرة عام 1852، رائجة هو تسليطها الضوء مبكراً على الإتجار بالبشر، وقد عدها النقاد من أهم الأعمال الأدبية العالمية، بل مثالاً لجهة محتواها الذي تناول قضايا التنوع البشري وتأثيراته على المجتمع.

حفرت الرواية في الآثار السلبية للتمييز العنصري في المجتمع الأمريكي - القرن 19.

كما أسهمت في تغيير الوعي تجاه قضايا المساواة والحقوق الإنسانية، وتشكيل رأي عام تجاه قضايا العدالة الاجتماعية، والتنوع العرقي والديني، ما جعل نيويورك اليوم إحدى مدن العالم الناجحة في استثمار التنوع البشري، وأدى إلى خفض نسبة الجريمة فيها.

في السياق ذاته، ثمة مدن أخرى في قائمة إدارة التنوع البشري، بينها سنغافورة وماليزيا لجهة التنمية البشرية والاقتصادية.

رواية أخرى عنوانها «في حضرتهم». اشترك في تأليفها كاتبان سودانيان مقيمان في الإمارات: آن الصافي وعبدالواحد ستيتو. وقد أصدرا عملهما في عجمان عام 2022، في فترة جائحة كوفيد- 19. الرواية حازت على لمعان كافٍ في وقت قصير. برغم تجاهل بعض النقاد الثقافيين لها في الوسط العربي، وهو أمر لافت ومستغرب.

لكن خلال متابعتي لما يكتب عنها منذ صدورها، عبر المواقع الأدبية والثقافية الرصينة على الشبكة. وقفت على بعض ما قاله المهتمون، أن الرواية من التجارب المتميزة في الأدب التفاعلي. محتوى الرواية عالج قضايا التنوع البشري والإنسانية، وحملت إشارات إلى تميز تجربة دولة الإمارات في مجال استثمار التنوع البشري، جعلها عامل قوة وثراء في خطط التنمية الشاملة.

يخلص المؤلفان إلى: أن المجتمعات البشرية تعاملت مع الأزمة العالمية «كورونا وتأثيراتها»، برغم التباين الثقافي فيما بينها. كما أبرزت الرواية قيم التضامن، والوعي بالذات والآخرين. تقول رؤيتها: «إن الشعوب المختلفة ثقافياً فيما بينها تلجأ إلى التوحد المشترك في وجه الأزمة كتحد عالمي. وهذا هو التجلي لقيم المساواة والتعاضد».