الشباب والتسامح

في عالم يتسم بالتنوع الثقافي والديني، يصبح تمكين الشباب من أجل بناء مستقبل متسامح ضرورة ملحة، نظراً لأنهم القادرون على إحداث التغيير الإيجابي في هذا العالم المتغير، ولذا فإن تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي يعد خطوة حيوية نحو تحقيق مجتمع أكثر انسجاماً وتفاهماً.

«التسامح»، هو قبول الآخر والاعتراف بحقوقه، وهو قيمة إنسانية تعزز من السلام والاستقرار. وفي ظل الظروف العالمية الراهنة، إذ تتزايد النزاعات والتوترات، يصبح من الضرورة تعليم الشباب أهمية التسامح وسيلة للتقريب بين الثقافات والأديان. ويمكن تحقيق ذلك بإدماج مفاهيم التسامح في المناهج الدراسية، وتوفير بيئات تعليمية تشجع على الحوار والنقاش البناء، وعبر الفعاليات والمؤتمرات التي تقام كل فترة وتستهدف جيل الشباب.

وأخيراً، وتحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، انطلقت فعاليات الدورة الثانية من المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح وتحت شعار «تمكين الشباب من أجل مستقبل متسامح». المؤتمر سيقدم رؤى متنوعة عن تأثير تمكين الشباب في تعزيز التسامح ودور التعليم في تعزيز التعايش وأهمية تبني التنوع الثقافي لبناء مجتمعات متماسكة، إضافة إلى عشرات الجلسات التفاعلية الموجهة إلى الشباب.

إن الدعم من الحكومات والمجتمعات المحلية لتعزيز مشاركة الشباب في صنع القرار، يشكل لهم الفرصة للتعبير عن آرائهم والمشاركة في المبادرات المجتمعية، ويصبح لديهم دور فعال في تشكيل مستقبلهم. وتمكينهم من الإسهام في بناء مستقبل الوطن.

إن التركيز على تأهيل جيل جديد من الشباب يمثل تجسيداً حياً للطاقة الإيجابية التي تسهم في تعزيز التسامح والتعايش، وتوعيتهم بأخطار التطرف والتعصب. ولدعم قدراتهم على مواجهتها، إن تمكين الشباب من أجل مستقبل متسامح يتطلب جهوداً جماعية من جميع فئات المجتمع. ويجب أن نعمل جميعاً على تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، عبر التعليم، والأنشطة المجتمعية، واستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي لغرس هذه القيم في نفوسهم، إن الشباب هم من سيقودون العالم نحو غدٍ أفضل يسوده التسامح والاحترام المتبادل.