لا يتميز شهر رمضان المبارك، بالأجواء الروحية التي تغمرنا وحسب، لكنه يتميز بخصلة عظيمة أخرى، وهي أنه يغير أحوال الناس ويقلب المجتمع والرتم المعيشي رأساً على عقب، بل هو يغير تفاصيل يومنا، ويغير أولوياتنا واهتماماتنا.
يعتبر شهر رمضان شهر التغيير، والسبب أننا لا نتغير في هذا الشهر الفضيل في المجالات الغذائية وعادات تناول الطعام وحسب، بل في كافة مفاصل حياتنا، من نومنا ويقظتنا إلى العبادة والتقرب إلى الله بعمل الخير والطاعات وصولاً إلى الكيفية التي نقضي فيها أيام هذا الشهر.
لذا يعتبر الكثيرون أيام الشهر الفضيل، مناسبة فعلية لتغيير وإحداث تبدلات حياتية إيجابية ومميزة في حياة الفرد، والبعض يستهدف شهر رمضان ليتمكن من تحقيق منجزات شخصية سواء في مجال العبادة أو الدراسة أو القراءة أو غيرها.
الكثير منا يعتبر شهر رمضان فرصة لإحداث التغيير في حياته، يبدأ بوضع أهداف على مستوى حياته وأسرته ويبدأ بتطبيقها، هناك من يخصص هذا الشهر لقراءة سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وسيرة صحابته، فتصبح مع الوقت عادة أسبوعية لدى بعض الأسر، وهذه العادة تتحول إلى نهم معرفي، لا يمكن لأي من أفراد الأسرة الاستغناء عنها، فتولد عادة القراءة لدى الأطفال، وبالتالي تنتج في النهاية أسرة معرفية قارئة، ليس هذا وحسب، بل إن الأسرة اكتسبت ثقافة دينية من الكتب مباشرة ولم تعتمد على وعاظ أو خطب دينية، وبالأخص أن شهر القراءة في الإمارات يتوافق هذا العام مع شهر رمضان الكريم، وهناك الكثير من الفعاليات والورش والمحاضرات التي تطلقها المؤسسات على المستوى العام لموظفيها، وهذه فرصة لمحاولة الاستفادة والتذكير بقانون القراءة الذي تستهدف برامجه القراءة واهتمامه بالطفولة، منذ الولادة، لتغذيته مع أولى صرخاته في هذه الدنيا.
القراءة هي التي قادت الكثير نحو التميز الدراسي والوظيفي، لنستفيد من هذا الشهر الكريم بتكثيف عملية القراءة والمعرفة وتعليم أطفالنا الكثير من العادات الجميلة التي سوف يكتسبونها مع الوقت منا، أهلاً برمضان شهر التغير الإيجابي.