أعظم كنز في العالم

في عالمنا العربي فهم واسع لقدرات القراءة، وأثرها العظيم على الفرد، وأنها معرفة تقود في نهاية المطاف نحو القوة والتمكين والتميز، ورغم أننا نشاهد في كل يوم توفر مصادر للمعلومات لا تقدر بثمن ودون أي أعباء مالية، حيث يوجد على شبكة الإنترنت على سبيل المثال لا الحصر آلاف من الكتب التي يمكن قراءتها وتصفحها دون أي تعب.

ولكن إذا ما سألت يوماً ما عن السهل الممتنع؟ فيمكن أن تكون الإجابة مباشرة بأنها القراءة، والغريب في القراءة أنها تعتبر من أعظم ما يمكن للإنسان أن يجده ويحققه بسهولة، إلا أنه ورغم هذا لا يستطيع الجميع أن يمتلكوا هذه الملكة، لأنها ببساطة ورغم سهولتها إلا أن روادها وممارسيها قلة، وهؤلاء القلة هم من يصعدون سلالم النجاح والمجد.

والقصد بالقراءة هنا ليس معرفة الهجاء والكتابة، بل إنك ستجد من أقرانك ومعارفك من هو حاصل على شهادات علمية عليا، ولكنه فقير معرفياً، مبتعد عن القراءة وأثرها العظيم، لذا هو في الحقيقة يحرم عقله من الهواء والغذاء. يقول الفيلسوف والسياسي الانجليزي جون لوك: «القراءة تمد العقل فقط بلوازم المعرفة، أما التفكير فيجعلنا نملك ما نقرأ».

القراءة هي المورد الوحيد للمعرفة، ولن تستطيع التعامل مع هذه المعارف دون عقل تعود على الغذاء المعرفي الدائم، رأينا كيف أن القراءة تعمل على تحفيز الابتكار وتدعم الإبداع في تحدي القراءة العربي الذي كرم خلال سنواته الماضية الكثير من المبدعين الذين برزوا ونجحوا بسبب التزامهم بالقراءة.

وجعلوا منها تحدياً للوصول إلى المعرفة، هذه المنصة المعرفية جاءت لدعم المواهب ورواد الأعمال وصناع التغيير الذين يسعون إلى مواجهة التحديات وتقديم حلول مبتكرة للتحديات المجتمعية والاقتصادية التي تواجه العالم العربي، تحدي القراءة العربي أعظم كنز يمكن أن يقدم إلى الأجيال، وهو المنافسة في القراءة، وتغذية روح الطموح التي يتميز بها الشباب العربي وتعزيز قدرتهم على قهر المستحيل بالقراءة والمعرفة.