يعد معرض الشارقة للكتاب من أهم المنصات الثقافية التي تهتم بالثقافة والإبداع والفكر، ووجهة يفضلها عشاق القراءة والمهتمون بالمعرفة في كل عام، فهي ليست مجرد مكان لشراء الكتب، بل هي تجربة غنية بالذكريات والمشاعر التي تبقى محفورة في الأذهان لسنوات طويلة، كل زيارة لمعرض كتاب تحمل معها تجربة فريدة، وكل كتاب يُقتنى يحمل معه قصة جديدة، وكل لقاء مع كاتب أو قارئ آخر يترك بصمة لا تُنسى.

ويعكس شعار الدورة الـ43 من معرض الشارقة للكتاب، «هكذا نبدأ»، إيمان الشارقة بأهمية القراءة والمعرفة كركيزة أساسية لبناء المجتمعات، وأن المعرفة لا تأتي إلا من القراءة، فهي بوابة إلى عالم المعرفة. وأن الكتاب هو الأداة المهمة والأساسية لبناء المستقبل.

إنها دعوة مفتوحة للمشاركة في هذا الحدث الثقافي العالمي، وجعل القراءة جزءاً لا يتجزأ من الحياة، ذكرياتنا مع معارض الكتب لا تنسى، نستعيدها عندما تبدأ إعلانات وإصدارات الكتب الجديدة التي تتصدر وسائل التواصل الاجتماعي، فنستعيد الإحساس بالترقب والحماس عبر إعداد قائمة بالكتب التي يود البعض منا شراؤها، شعور غامر من السعادة عندما نرى صفوف الكتب المتراصة على الرفوف، وكأننا دخلنا إلى عالم موازٍ مليء بالكنوز التي تنتظر من يكتشفها.

أحد أجمل الذكريات عندما ننتقل بين الأجنحة المختلفة، نستمع إلى حوارات الكتاب مع القراء، ونحضر الفعاليات والورش المختلفة، وجلسات التوقيعات التي يضعها المؤلفون على كتبهم الجديدة، إنها سحر اللحظات وعشق الكتب على اختلافها التاريخية والفلسفة والنقد والروايات ودواوين الشعر وغيرها.

في معارض الكتب، تجد هناك أشخاصاً يشاركونك نفس الشغف وحب الكتب، وتجد نفسك تتبادل معهم الآراء حول الكتب التي قرأتها، ربما تجمعك محادثة عابرة مع شخص مثقف قارئ، سرعان ما تتحول إلى نقاش عميق حول الأدب والفكر والفلسفة. تبقى معارض الكتب جزءاً لا يتجزأ من ذاكرة البعض منا الثقافية والشخصية، فكل معرض هو فرصة جديدة لاكتشاف عالم جديد، وكل كتاب هو بوابة لرحلة جديدة لعوالم الثقافة والمعرفة.