القراءة في الغرب من التقاليد المتناغمة مع المجتمع، درجت العادة أن تنشر بعض المؤسسات لائحة بالكتب التي تنصح بقراءتها في الصيف، وخاصة الذين يمضون جل أوقاتهم على الشواطئ. ومن ضمن المبادرات، نشرت أكاديمية جائزة غونكور أخيراً، لائحة بالكتب التي تنصح بقراءتها هذا الصيف، وتتضمن القائمة ستة عشر كتاباً ما بين الروايات والمقالات والوثائق.

والجميل في هذه القائمة أنها تحتوي على كاتبين عربيين يكتبان بالفرنسية، هما الروائي المغربي فؤاد العروي والشاعرة اللبنانية فينوس خوري ــ غيتا، إضافة إلى الآخرين.

الأهم في هذه النصائح هو الروح التفاعلية بين المؤسسات الثقافية والقراء، أسلوب حياة يكاد يكون منعدماً في عالمنا العربي لأن القراءة ليست من الشؤون المهمة في حياة الفرد العربي. فهناك قطاعات واسعة من المفترض أن تقرأ، وهي الفئة المتعلمة من مهندسين وأطباء، وقضاة، ومحامين ومحاسبين وغيرهم، لكنها بعيدة عن هذا العالم.

مؤسساتنا الثقافية تبذل جهوداً استثنائية من أجل ترسيخ هذا التفاعل بين الكتاب والقارئ، بل إنها تنفق أموالاً طائلة على الكتاب. مثال ذلك، مجلة «دبي الثقافية»، الحالة الفريدة من نوعها في العالم العربي وربما العالم، تعمل على تزويد قرائها بكتاب أو كتابين مع اسطوانة أحياناً شهرياً، وهي تكاليف باهظة، لكن هدفها هو خدمة القارئ أولاً وأخيراً.

ولو قارنا أسعار الكتب العربية مع الكتب الأجنبية، نرى أن الأخيرة، وبنفس الحجم والنوعية، تكاد تكون أضعاف أسعار الكتب العربية، لكن القارئ الأجنبي يقبل على شرائها لأنها جزء من حياته، بينما العربي، لو قرأ يريد الكتاب مجاناً أو يستعيره!