لم يخطر ببالي أن أعثر على زميل يهوى الساعات اليدوية إلى هذا الحد، وعلى الرغم من امتلاكه 23 ساعة، فهو لا يزال يبحث عنها سواء في واجهات المخازن أو على مواقع الإنترنت. هذا الزميل هو، علي محمد، من قسم دعم المحتوى الصحافي، إذ اعتاد أن يغيّر ساعاته اليدوية كل يوم تقريباً حسب المزاج كما يقول.

سألته: ما هي المعايير التي يراعيها «هواة جمع الساعات» قبل الإقبالِ على شرائها؟

وهنا انفتحت أساريره، وقبل أن يجيبني، سألته عن علامة الساعة التي يرتديها، فقال لي: تاج هيور كاريرا.

وفي البيت لديه صندوق زجاجي خاص يحتوي على ساعات: روليكس، أوميغا، غوبلو، لانفين، تيسوت، وغيرها من الماركات العالمية التي تتراوح أسعارها من 5 ألف درهم إلى 50 ألف درهم.

ثم يضيف: «تجذبني الساعة اليدوية وكأنها امرأة فاتنة، فأبدأ بمغازلتها إلى حين الحصول عليها، أي أقتنيها».

لا يمّل من البحث عن ساعات جديدة، وعندما يقع على ساعة تعجبه، يمتلئ فرحاً. ويحرص على عرضها لأصدقائه ليحصل على الثناء على ذوقه.

هواية نماها الزميل منذ أيام الجامعة، ولا تزال تعيش معه، ويعتمد على اختياره للساعات على ذوقه أولاً ثم المعايير الجمالية. وهو لا يتخلى عن الساعات التي يقتنيها مهما تقادم بها الزمن.

توالت في ذهني مفاهيم الزمن: فهناك كلمات مترادفة في لغتنا الجميلة تعبر عن الزمن: الوقت، الحين، الدهر. أبو العلاء المعري قال: إن الزمن أزلـي أبدي، أي لا بداية لوجوده ولا نهاية، ونجد ذلك ماثلاً في هذين البيتين:

نزول كما زال أجدادنا

ويبقى الزمان على ما نرى

نهار يضيء وليل يجيء

ونجم يغـور ونجم يـُرى

أتمنى على زميلي أن يفكر بالزمن كما يفكر بساعاته اليدوية الجميلة.