هل يمكن أن يعيش الفرد من دون مفاتيح في العصر الحالي؟
سؤال ظل يختلج في ذهني من زمن بعيد. لم أكن أفكر يوماً أن هذا الاختراع الإنساني، الذي يُعتقد أن أول قفل يعمل بالمفتاح قد اخترع في مصر القديمة نحو سنة 2000 قبل الميلاد، وكان عبارةً عن مزلاج خشبي كبير مثبت في البوابة من الخارج، يختفي من الوجود، إلا عندما اقتنيت سيارتي الفرنسية التي تعمل ببصمة الأصابع، وكذلك دخولي إلى غرف الفنادق بالبطاقات الإلكترونية.
يبدو أن التقنيات الحديثة جاهزة للقضاء على المفاتيح بالضربة القاضية: كل شيء يعمل بلا مفاتيح: السيارات، وأبواب البيوت، والحقائب.. الخ. تبقى الأقفال تعمل بناءً على ثلاث قواعد رئيسية للإغلاق: قاعدة الرَّوافع، وقاعدة الريشة ـ الوتد، وقاعدة المسننات التي اخترعها قدماء الرومان.
المفاتيح.. ألغاز وأسرار، وهي حروف أيضاً، وهذا ما يتحكم بأجهزة الكومبيوترات، وهناك احتمال بزوالها عما قريب. فهناك عدة أنواع من الأقفال وكلها تقريباً تحتاج لمفتاح يفتحُها. كما هناك أنواع أخرى لا تحتاج لمفتاح مثل الأقفال التوافقية والأقفال الموقوتة والأقفال ذات السلسلة.
وجاءت القفزة عندما أصبح فتح القفل الإلكتروني للأبواب، بوضع بطاقة بلاستيكية مُشَفَّرة في شق على سطح القفل. من هنا انتقلنا إلى عصر آخر من الأقفال والمفاتيح التي تحكمت في العالم القديم. لكن يبقى استخدام المفاتيح جزءاً من الإكسسوارات الخاصة بالفرد وشخصيته أثناء مداعبة أصابعه لها مثل الساعة والخاتم والقلادة.
في نهاية المطاف، إن زوال المفاتيح من العالم يعني عودة العالم إلى حياة المشاعية الأولى، حيث يطل كل فرد على ما لدى الآخر من ممتلكات روحية ومادية. لذلك تحافظ البشرية على المفاتيح والأقفال حتى لو أصبحت إلكترونية وافتراضية.