في عرس الإبداع السنوي يضيء هذه الأيام في الشارقة المعرض الدولي للكتاب كرنفالاً للمعرفة، يحلو فيه تفقد الرفوف ومعرفة جديد المُصنفات والمؤلفات، وما تقدمه دور النشر من فواكه المعرفة في مختلف حقولها من أدب ورواية وفنون وإدارة وسير ذاتية وتاريخ وغير ذلك من علوم ومعارف.
وما يميز هذا المعرض كونه الأقدم على مستوى الإمارات؛ فقد رسخ عبر ثلاثة عقود حلقات متكاملة من التواصل الثقافي وبيئة نموذجية بين القارئ والكتاب والباحث وهوامش المتون، والناشر والخطاطات الأولية للمؤلفين، والمترجم والسياقات المُمكنة، وأصحاب المُصنفات النادرة وهواة النفائس.
في كل دورة يشجع المعرض سدنة الإبداع، وفي الدورة الحالية فاز صديقان مُبدعان عرفتهما عن قرب، جادين في الكتابة وناشطين في الشأن الثقافي، وخلوقين ورصينين على المستوى الإنساني، ما يؤكد أن الإبداع مرهون بالناس وأن العطاء لا يتوقف، كما أن العثرات لا تُوقف، مهما نعقت الغربان، وما أكثرها في درب المُبدعين، فقد فاز بجائزة أفضل كتاب إماراتي في مجال الإبداع، حارب الظاهري...
كما فاز بجائزة أفضل كتاب عربي في مجال الرواية زياد محافظة عن روايته «نزلاء العتمة»، وقد عرفتهما في جلسات مسائية أثيرة مر عليها ردح من الزمن طابعها الشغف الثقافي والاهتمامات الأدبية المُشتركة، وكانت الجلسات غالباً مطلع الأسبوع أو منتصفه في اتحاد الكتاب في أبوظبي، لا تكتمل بغير شاي أثير يحرص الشاعر سالم بوجمهور على توزيعه بنفسه قبل بدء كل جلسة، عادة ما تناقش ديواناً جديداً أو رواية أو مجموعة قصصية، أو تشكيلاً في معرض بالقرب منا تحت قبة المسرح الوطني، واستمر التواصل وظلت تصلني أعمالهم فكانا مُجتهدين دائماً، مشغولين بالسرد، واتضح ذلك جلياً في تتابع الإنتاج، ما يؤكد أن من جد وجد.