في تجربة رائدة استطاعت »البيان« عبر فريق مُتكامل إنجاز مُنتج أدبي معرفي نوعي احتفى بيوم الشهيد، وجاء هذا الكتاب تحت عنوان »سفر المجد - حكاية أبطال«، في 407 صفحات قدمت الوجه الآخر للشهداء من خلال انطباعات وشهادات حميمة لذويهم وحكايات من بيوتهم عن ذكرياتهم وطفولتهم، وقد استطاع هذا الفريق الوصول إلى بيوت الشهداء في أقصى الأماكن من ربوع الوطن فنقل الحكاية من عيون الأمهات والآباء والأبناء، في سرد أثير.

هذا الجُهد التوثيقي لم يخلُ من مصاعب، فبعد جمع المادة التي تعبت فيها هذه الفرق، كان من الضروري الدخول في مرحلة الفرز والتمحيص والمواءمة بين النصوص، فمعمار الكتابة في تشكيل النصوص وبنائها يشبه معمار البيوت وتناظرها الهندسي، يتطلب قدراً من المواءمة في الخامة الرئيسة والتجانس بين الأساليب، فكما أنه من الصعب في المعمار أن تجعل برج إيفل برج خليفة أو من تمثال الحرية برج بيزا مائل أو أهرامات، من الصعب أيضاً أن تصنع من »مئة عام من العزلة« »آنا كرنينا« مشرئبة بعنقها الجميل، ومن »الحرب والسلام« »زقاق مدق« أو »سكرية« في فم القارئ.

فتم العمل على هذه المادة بأسلوب قصصي ذي مسحة إنسانية تقترب من مكامن القلب وتقدم وجهاً آخر للشهيد كما لا يعرفه الناس.

»سفر المجد« توثيق مُعاصر حي يؤرخ لبطولة رجال من المجد تحركوا وإليه انطلقوا فكانوا سطوره المضيئة، حكايات منها نتعلم قيم ومبادئ الوفاء وسمو التضحية ونبل الإيثار، نعرف قيمة الأرض وعزة الجذور وشرف الدفاع عن الثوابت، نرى في صبر أمهاتهم العطاء والبذل، وفي عيون أبنائهم الأمل والحياة.